إن الحياة تجارب.. ومن أفضل التجارب أن تلتحق بالعمل التطوعي، ولعلنا نبدأ بإشارة إلى من هو المتطوع، هو الشخص الإيجابي الذي يحاول المساعدة في أي مجال يستطيع أن ينجز فيه عملا دون مقابل!. والعمل التطوعي وحجم الانخراط فيه يعد رمزا من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فكلما ازدادت الأمة في التقدم والرقي ازداد انخراط أفرادها في أعمال التطوع الخيري، كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من مطالب الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. ويفسح العمل التطوعي فرص التعاون بين أفراد المجتمع، وينمي الفرد ويزيد احترام الآخرين وتقدير العمل والعطاء، مضيفا بذلك إكساب المتطوعين خبرات ميدانية وإدارية في العمل الخيري. وتكمن أهمية العمل التطوعي في جلب خبرات أو أموال للمؤسسة وتبادل الخبرات، وإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكامل بين الناس، كما يزيد لحمة التماسك الوطني، إضافة إلى أنه ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الشعوب وإيجابيتها؛ لذلك يؤخذ مؤشرا على مدى تقدم الشعوب، فضلا عن كونه واجبا دينيا ووطنيا، ألم يقل الله تعالى: {فمن تطوع خيراً فهو خير له}. ولا ننسى الآثار الإيجابية الكبيرة للتطوع منها كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، وحل المشاكل والمعضلات خاصة وقت الأزمات، والتآلف والتحاب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة، والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع. أيضا زيادة قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي. تهذيب الشخصية ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة والكسب الأعظم مصداقا للآية الكريمة: (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون). والعمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة وتحسين مهارات يمتلكها، أيضا زيادة وتحقيق الشعور بالرضا عن الذات، والتخلص من الاكتئاب، وتهذيب النفس، والاحساس بتأدية دور إيجابي في المجتمع، وشغل وقت الفراغ بما يعود بالفائدة والمنفعة للغير. وندعو الجميع إلى المبادرة والمسارعة إلى تقديم النفع والخير للآخرين خاصة المتضررين منهم. ونسأل الله -تعالى- أن يؤلف على الخير قلوبنا، ويجمع شملنا، ويبعد الشرور عنا، ويحفظ عباده من المحن والمصائب، والحمد لله رب العالمين. * مسؤولة علاقات في جمعية دار الخير