كشف مدير الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية المهندس صالح الرشيد ل«اليوم» أن الصناعة باتت أحد أهم القوى المساهمة في تحقيق ملف التحول الوطني عبر رؤية 2030 باعتبارها أحد القطاعات الرئيسية في الإستراتيجية الاقتصادية للمملكة وقاعدة تنويع الخيارات الاقتصادية فضلا عن دورها في جذب القطاع الخاص للإسهام في إدارة ملف طموحات مستقبل الصناعات التحويلية والمعرفية. مبيناً أن المدينة الصناعية الثانية بالأحساء أصبحت موطنًا لكثير من الصناعات التي تخدم المنطقة، بل لتغيير وجه المنطقة برمته، قائلاً: ينتظر الصناعيون أن يتم تنفيذ المخططات العامة وفق أحدث النماذج المتبعة في بناء المدن الصناعية وخصوصا التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال لتصبح على مستوى ترقب قطاع الأعمال المحلي والمستثمرين الدوليين، حيث تبلغ مساحة المدينة التي تُعد أكبر المدن الصناعية التي تُشرف عليها مدن «300» مليون م2، وهي مساحة مرشحة لكل التوقعات والطموحات الصناعية التي يعول عليها المستثمرون، وتقع المدينة بين سلوى والعقير على ساحل الخليج العربي. وتتضمن أعمال البنية التحتية الأساسية مثل: شبكة الطرق الداخلية، طريق رابط، شبكة تصريف الأمطار. حيث تمتاز المدينة الصناعية بموقعها الاستراتيجي بقربها من الحدود السعودية القطرية بنحو 50 كلم، ونحو 170 كلم من الامارات العربية المتحدة، و 75 كلم عن مدينة الهفوف، ومرور خط القطار الخليجي، وطريق مجلس التعاون الذي اعتمدته وزارة النقل مؤخرًا ويمتد حتى قطر والإمارات، مما يؤهلها كمدينة تنافسية تراهن على تحول صناعي قوي لاستقطاب كافة الاستثمارات المحلية والخليجية والعالمية والخدمات اللوجستية. ويجري تخطيط المدينة وفق أحدث الأسس وعلى مستوى عال من معايير الاستدامة والمتطلبات؛ لتكون صديقة للبيئة وتحقق قفزة اقتصادية عبر خيارات صناعية ذات قيمة مضافة وتخلق فرص عمل للشباب السعودي وتصنع تكاملًا مع جميع الأنشطة الصناعية، ويعول الكثير من المخططين والاستراتيجيين على قدرة الاحساء الثانية لتصبح أحد أهم القواعد الصناعية ذات القيمة المضافة على مستوى المملكة بمقوماتها ومرافقها وخدماتها المؤسسة وفق أفضل شروط التخطيط والتنظيم وحسب ما هو مخطط له. ومن المؤمل أن تضم المدينة الصناعية منتجات خدمية متنوعة، ومنطقة مركزية تضم مجمعًا إداريًا وصحيًا وسكنيًا، ومنطقة للمصانع والخدمات اللوجستية. وتتحفز المدينة الصناعية الأولى بالأحساء ضمن منظومة 35 مدينة صناعية تديرها الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» لتلعب دورها في دعم الصناعة الوطنية عبر مزيج من الخيارات الطموحة التي جعلت منها احد أسرع المدن نموًا في منظومة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، ومساهمة في توطين التقنية والوظائف باستيعاب عدد كبير من أبناء الوطن المؤهلين من ذوي القدرات العالية في مشاريعها الصناعية. ولقد حظيت الصناعة التحويلية باهتمام ملحوظ منذ بداية المسيرة التنموية ببلادنا وكانت أبرز ملامح تدشين تلك المرحلة قيام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، وتوفير التمويل الميسر للمشاريع الصناعية من قبل صندوق التنمية الصناعية، والتحسين المستمر للبيئة الاستثمارية، إلى جانب توفير البيئة الصناعية المتطورة والخدمات المقدمة، فعنيت مدن بتطوير الأراضي الصناعية وإدارة 35 مدينة صناعية بالإضافة الى مناطق تقنية متكاملة الخدمات ذات نمو مستدام وبيئة اقتصادية واجتماعية جذابة وتنافسية الجدير بالذكر أن برامج التطوير شملت انجاز المرحلة الثانية من تأهيل المدينة الصناعية الأولى بالأحساء وتوسعة مركز الخدمة الشامل، وإنشاء المجمع التجاري، والطريق الرابط للمدينة الصناعية الثانية بالأحساء «سلوى»، وتطوير واحة مدن الأحساء وإنشاء 20 مصنعاً جاهزاً بها. منوهاً الى أن مدن في تحقيقها لهذه المؤشرات تعيد التعريف بجدارة مرافقها ومنشآتها التي أسهمت في جذب عشرات العلامات الصناعية العالمية، وأبرز الشركات اللوجستية.