في الوقت الذي حفلت فيه بانوراما العاصفة التي قدمها طلبة كلية الآداب من خلال قسم الاتصال والإعلام وشارك فيها معظم أقسام الكلية بفقرات متعددة من الإبداع الذي أبهر جميع الحاضرين، جاء الفيلم الوثائقي الذي استعرض حالة وقف الجميع لها احتراما وسادت فترة صمت تمتم فيها الجميع بالدعاء بالنصر المؤزر، تلك اللحظة التي أمسك فيها الجنود البواسل على الحد الجنوبي بتلك الرسائل التي أرسلها طلبة جامعة الملك فيصل وصورها الفيلم تصويرا واقعيا حيث عبر من خلالها الطلبة عن إحساس صادق تجاه رجال آثروا أن يقدموا أغلى ما يملكون استجابة لأوامر دينهم، ثم وطنهم، ثم مليكهم؛ دفاعا عن الوطن الغالي، محتسبين الأجر عند ربهم مصداقًا لقوله تعالى: «إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ». وإذا كان طلبة الكلية قد قالوا برسائلهم الكثير الذي ينم في جوهره عن وعيهم بعظمة ما يقوم به هؤلاء الجنود الأبطال على الحدود، فإن رد فعل الجنود كان عظيما حين صور هذا الفيلم الوثائقي الجنود وهم يمسكون بتلك الرسائل وهم يرددون: (شكرا.. شباب جامعة الملك فيصل من القلب إلى القلب) وعلى بساطة تلك الكلمات إلا أنها كشفت عن تبادل متميز وتفاعل واضح المعالم بين رجل يقاتل على الجبهة الخارجية محاربا بالسلاح، وآخر يتماسك في الجبهة الداخلية محاربا بالقلم والعلم، إن كلمة (شكرا...من القلب إلى القلب) حين يقولها المقاتل فإنها تعني الكثير، لعل من أبرز ما تحمله أن الجنود البواسل وهم يحاربون يدركون وقوف الجبهة الداخلية صفا واحدا خلفهم في لحمة وطنية متماسكة تؤازرهم وتقدر تضحياتهم فلا يخشون على أسرهم، إن الكلمات حين تخرج من القلوب لا تجد مكانا لها سوى القلوب؛ لهذا خرجت رسائل طلبة جامعة الملك فيصل من القلوب للأبطال المجاهدين الذين يقدمون أغلى ما يملكون؛ فكان لها صداها في القلوب التي تثق في نصر الله مصداقا لقوله تعالى: «وكان حقا علينا نصر المؤمنين». أستاذ مشارك – كلية الآداب – جامعة الملك فيصل