استعرض مجموعة من المكفوفين إنجازاتهم الثقافية والأكاديمية التي يتميزون بها على المستوى الشخصي، وذلك خلال انخراطهم بمشاركة نوعية ثقافية في مهرجان (اقرأ كتابك) في نسخته الثانية، الذي أقيم مؤخرا على الواجهة البحرية لكورنيش القطيف. وكشف 12 مكفوفا من مركز رعاية المكفوفين التابع لجمعية مضر بالقديح العديد من مواهبهم خلال الأنشطة المقدمة من قبلهم والتي تنوعت ما بين قراءة قرآن مع القارئ حسن مسيبيح، وقراءة قصة بلغة برايل من قبل محمد مرار، وأحمد العلوان، وموسى جميع الذي أطلع الحضور على قصة (الكتاب صديقي) بلغة برايل للكاتبة بتول آل حمادة، فيما تغنى الشاعر ناصر الصادق بإلقاء الشعر. وأكد محمد عبدالله الرميح (أحد المشاركين) احتياجهم للناطق التكنولوجي الذي يسمى ب (برايل سينس) وذلك لما له من أهمية ثقافية تجعلهم في اندماج مجتمعي من خلاله مع الآخرين، ويستطيعون من خلاله التفاعل مع كافة البرامج والأنشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا رجال الأعمال بدعمهم للحصول عليه بسبب تكلفته العالية وغلاء ثمن قطعه الخاصة التي تبلغ 17 ألف ريال حيث لا يستطيع كل كفيف توفيره والحصول عليه. واستطلع حسن سليمان الفارس (معلم كفيف متقاعد) مجموعة من المجلدات التي تعنى بعلوم القرآن للشيخ مناع القطان في فقرة (قراءة حرة) للحضور، وكذلك كتاب لبنات النبي للدكتورة بنت الشاطئ، موضحا رغبته بإعارة المجلدات لمن يريد القراءة فيها. وأوضح تعلقه بالقراءة منذ الصغر حيث كان يطلِع على القراءات المتنوعة في الطفولة والصبا عبر مجلات وكتب تصدر بالقاهرة، والقدس في فلسطين كالوعد الحق، والأيام لطه حسين، والعقاد (عبقرية محمد). وشارك ناصر سلمان الصادق (شاعر كفيف) بمقطوعتي شعر من تأليفه، موضحا مشاركته مسبقا في العديد من المحافل إذ يمارس الشعر على مدى أربعين عاما. من جانبه تحدث مدير المركز باقي آل حبيل عن الأنشطة الثقافية التي يزاولها المركز مع المكفوفين الذي يحمل كثير منهم شهادات أكاديمية، إضافة لكون مجموعة منهم من الشعراء والمثقفين والمعلمين المتقاعدين الذين يعلمون الأعضاء الجدد الكتابة والقراءة بطريقة برايل. ولفت الى مشاركاتهم في معارض دولية منها مشاركة في الشارقة وألمانيا في معرض خاص بالكفيف للتعرف على المستجدات الحديثة، وكذلك ملتقى المكفوف الأول على مستوى المملكة، ومهرجانات الأعمال اليدوية وكيفية تصميم بعض المجسمات بمشاركة الفنانة زهراء الضامن على مستوى مهرجانات المحافظة. وأشار لما يسعى إليه المركز على مستوى المحافظة من تلبية لاحتياجات الكفيف، وتمهيد الطريق له؛ للانخراط مع المجتمع على كافة الأصعدة، مقدما شكره للقائمين على المهرجان للجهود الكبيرة التي بذلت فيه.