إليكم حقيقة بسيطة مروعة إلى حد ما من تغطية بلومبيرج لتقرير أرباح الربع الأول لشركة آي بي إم: انخفضت مبيعات الربع الأول بنسبة 4.6 بالمائة، متراجعة للربع السادس عشر على التوالي. يبدو مرور 16 ربعا متتاليا من تراجع المبيعات أمرا كبيرا. وهو كذلك بالفعل! حاول العودة إلى الوراء بضع سنوات، وسيبدو لك الأمر بأن مبيعات الشركة (التي تسمى الإيرادات) تبلغ الآن حوالي نفس المستوى الذي وصلت إليه قبل 18 عاما. بعض هذا النقص في نمو الإيرادات يعود إلى خيارات واعية. حيث باعت الشركة قسم الحوسبة الشخصية (الذي جعل آي بي إم أشهر شركة كمبيوتر في العالم) إلى شركة لينوفو في العام 2005، لأن الرئيس التنفيذي آنذاك سام بالميسانو كان مقتنعا بأن الابتكار والنمو سوف يحدثان في أماكن أخرى. مع ذلك، تبدو حقيقة أن إيرادات الشركة التي بلغت 80.8 مليار دولار خلال ال 12 شهرا المنتهية في مارس كانت أعلى بقليل من مجموع الإيرادات الذي حققته خلال فترة ال 12 شهرا المنتهية في مارس من العام 1998 بمقدار 78.8 مليار دولار (وأقل بكثير إن قمت بتعديل الرقم لاحتساب التضخم)، هي حقيقة جديرة بالذكر. قد يبدو بأن أيام النمو المرتفع قد انتهت في هذه الشركة المشهورة. لكن تبدو الأمور بالفعل أفضل قليلا من حيث الأرباح. أرباح الشركة اليوم أكثر من ضعف ما كانت عليه في العام 1998. مع ذلك، هنالك ذلك التعطيل المستمر منذ العام 2014- المرتبط، إن لم تكن متزامنا مع تلك الأرباع الستة عشر المتتالية من انخفاض المبيعات. أعمال الاستشارات والمعدات وأنظمة برامج الأعمال والشركات آخذة في التقلص. هنالك نمو في ما أطلقت عليه الرئيسة التنفيذية جيني روميتي اسم «الضرورات الاستراتيجية» للشركة - الحوسبة السحابية، والتحليل، والجوال، والأمن - لكن حتى الآن لم يكن هذا النمو كافيا لوقف تراجع المبيعات على المدى الطويل. مرت شركة آي بي إم بالطبع بمتاعب من قبل. وقد تمكنت من النجاة، فهي شركة ناضجة تكيفت بنجاح مع عدة تحولات كبيرة في مجال التكنولوجيا. ويستحق مديروها على مدى العقود الثناء على ذلك، لكن من الصعب دائما اتخاذ الخطوة التالية. عمِل بالميسانو، الذي كان رئيسا تنفيذيا من عام 2002 إلى العام 2011، على تحويل تركيز الشركة من المعدات إلى الخدمات وكان عليها التعامل مع سنوات من شكوك المساهمين قبل أن تؤدي فترة طويلة من النمو في الأرباح - مقترنة مع زيادات في أرباح الأسهم وإعادة شراء للأسهم - إلى إقناع على وول ستريت. الآن، تواجه روميتي المتشككين - وإلى حد ما تجري الآن إعادة تقييم نجاحات بالميسانو أيضا. في موضوع صعب احتل غلاف مجلة بلومبيرج بيزنيس ويك قبل عامين، اقتبس نيك سامرز عن بائع على المشكوف كان يطلق على الشركة اسم «الطفل المدلل في الهندسة المالية»، بمعنى أنها كانت قد وجدت طرقا للحفاظ على نمو الأرباح حتى عندما كانت الأعمال التجارية الأساسية ضعيفة. حسنا، لم تعد تنمو بعد ذلك! ليست شركة آي بي إم الشركة الكبرى الوحيدة التي تواجه مثل هذه الانتقادات. وقد اقترح بعض باحثي قطاع الأعمال بأنه من خلال التركيز الأكبر على المقاييس المالية والهندسة المالية، أدى ذلك إلى قيام الشركات الأمريكية اليوم بإلحاق الأذى بآفاق نموها على الأمد الطويل وسلامة الاقتصاد ككل. في تقرير صادر عن مؤسسة بروكينجز في شهر ديسمبر، قال جيري ديفيس من كلية إدارة الأعمال في جامعة ميتشيغان إن «السعي لتحقيق قيمة للمساهمين أصبح إلى حد كبير منفصلا عن إيجاد فرص العمل». أوجدت شركة آي بي إم الكثير من فرص العمل في أوائل التسعينيات، قبل وبعد أن تولى لُو جيرستنر - الشخص الأول والوحيد على الإطلاق الذي جاء من خارج الشركة وتولى إدارتها - في عام 1993. ومن ثم، بدأت في إضافة الوظائف، غالبا من خلال عمليات الاستحواذ، مع تحقيق مكاسب كبيرة خلال السنوات التي تولى فيها بالميسانو. أما الآن، فهي تقوم بالتخفيض مرة أخرى - وقد عادت لتوظيف نفس العدد تقريبا من الأشخاص كما كانت في أواخر الثمانينيات. إذن، نعم، لا تعد شركة آي بي إم شركة نمو. لكن مع ذلك كان عدد موظفيها في 31 ديسمبر هو 377757 شخصا، ولم تقم بعد بهندسة نفسها ماليا على نحو يقضي على وجودها، أو أنها غابت في غياهب النسيان بسبب قوى التدمير الخلاق. إنها شركة ناجية، وهذا أمر لا بد أن يكون له قيمة ما.