في الشهر الماضي، بعد أن أصبحت الفتاة البالغة من العمر 17 عاما من تكساس، الضحية العاشرة التي قتلت بسبب انفجار الوسائد الهوائية، التي تصنعها شركة تاكاتا، كُشف النقاب عن أنه في الوقت الذي تم فيه سحب السيارة، لم يسبق لها قط من قبل أن أُدخِلت من أجل إصلاحها. وهذا أمر مأساوي لكنه غير مستغرب: فقط حوالي ثلث الوسادات الهوائية تاكاتا التي سُحِبت من أصل 29 مليون تقريبا تم استبدالها بالفعل. هذا الاتجاه المحبط يتجاوز أيضا الوسائد الهوائية. بعد مرور عام ونصف العام على سحب السيارات؛ بسبب عيب مضى عليه عقد من الزمن في مفتاح التشغيل ارتبط بوفاة 124 شخصا، كانت شركة جنرال موتورز لا تزال قد أصلحت فقط 70 بالمائة من الأجهزة. ورغم تقديمها للعملاء بطاقات هدايا من ستاربكس ومحلات باس برو كإغراءات، كان أداء جنرال موتورز هو أسوأ من متوسط عمليات سحب السيارات. هذه الصناعة، التي تواجه الغرامات المفروضة على المركبات التي لم يتم إصلاحها، لم يكن لديها حظ يذكر في إقناع العملاء بالقدوم من أجل إجراء الإصلاحات التي كان سببها إرسال تحالف الشركات المنتجة للسيارات مظلمة لأكبر شركات التأمين تطالبها فيها بتقديم «المساعدة في إنشاء طريقة جديدة لتزويد أصحاب المركبات بالمعلومات حول أي عمليات سحب مفتوحة تتعلق بالسلامة قد تؤثر في سياراتهم أو شاحناتهم». السؤال الآن هو لماذا لم تعمل التغطية الإعلامية الكبيرة لحوادث الإصابات التي تسببت بها أجهزة تاكاتا المعيبة - ناهيك عن إشعارات السحب الإلزامية - على تحفيز العملاء على إحضار سياراتهم إلى ورش الميكانيك؟ من المرجح أن جزءا من هذا هو الجمود المعتاد لدى المستهلكين. فالكثير منا لا يهتم بالمخاطر العديدة التي تنطوي عليها قيادة السيارات، ولا نرى إمكانية حدوث انفجار في الوسادة الهوائية على أنه أمر مقلق جدا مثل السائقين في حالة السكر أو غيرها من المخاطر التي لا يمكن السيطرة عليها. لكن قد يكون هنالك عامل آخر مؤثر: يكره الأمريكيون حقا وكالات السيارات. وفي هذه الحالة، يبدو أن الرغبة في تجنب الخوض في مثل هذا الوضع أمر ربما يكون مبررا تماما. تتعامل الصناعة مع عمليات السحب المذكورة ليس من خلال الندم ولكن كفرصة لحشد الأعمال الجديدة. كل من الوكلاء والتنفيذيين في شركة جنرال موتورز على حد سواء اعتبروا علنا أن سحب السيارات بسبب العطل في مفتاح التشغيل هو «فرصة» لتحويل حركة الوكلاء المتزايدة نحو المبيعات. والوكلاء يحبون حقيقة أن تسديد تكاليف الإصلاحات التي تتم على السيارات التي سحبها يتم من قبل شركات صناعة السيارات، وهذه الشركات بدورها تقدم لتجار التجزئة حوافز لشراء موديلات جديدة على أنها «وسائل نقل إضافية»، ما يزيد من حجم المبيعات. الأمل الكبير هو أن جذب الناس نحو صالة العرض يمكن أن يؤدي إلى إجراء عمليات شراء جديدة، أو على الأقل إلى خلق فرص عمل في مجال الإصلاح لا علاقة لها (وربما غير ضرورية). قال موظف في إحدى الوكالات: «بصرف النظر عن الدعاية السيئة، التي ليست أمرا ممتعا أبدا، نحن نرحب بعمليات سحب السيارات». إنها تمنحهم فرصة لمقابلة أصحاب السيارات والنظر في مركباتهم دون أن يأتي هؤلاء فجأة لإصلاح سياراتهم. (واحد من أقل الوكلاء أخلاقا تم القبض عليه وهو يبيع السيارات المستعملة التي كانت خاضعة للسحب دون أن يقوم بأية إصلاحات قط). لذلك، ربما يكون من الأخبار الجيدة، للوكلاء على أية حال، أن قامت الجهات المنظمة الأمريكية المسؤولة عن الأمن والسلامة بالكشف هذا الأسبوع عن أن ما يصل إلى 85 مليون وسادة هوائية لتاكاتا لا يزال من الممكن أن يتم سحبها إذا لم تتمكن الشركة من إثبات أنها تتمتع بالسلامة. أعلنت شركة جنرال موتورز الأسبوع الماضي أنها سوف تسحب أكثر من مليون سيارة بيك آب من الطراز الأخير بسبب وجود مشكلة في حزام الأمان. لن يكون أصحاب السيارات مسرورين جدا بالطبع. من الواضح أننا جميعا نفضل حتى أن نتعرض للغش ونشتري منزلا من وكيل عقارات فاسد بدلا من حدوث انفجار في عجلة القيادة. لكن طالما أن العملاء يشعرون بأنهم مرغمون على اتخاذ ذلك الخيار الكئيب، فإن معدلات الاستجابة لعمليات السحب لن تكون أفضل بكثير.