ابتسم الساحل الشرقي وعمت الفرحة مدنه وقراه بعودة فارسه «الاتفاق» إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، بعد عامين محبطين كان خلالهما الحزن يسيطر على الشوارع والأزقة والمقاهي.. عاد اتفاق التاريخ، اتفاق النجوم، اتفاق الانجازات والبطولات إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه ولا يغادره أبدا.. هذه العودة الميمونة لم تأت اعتباطا أو من باب محض الصدفة، وإنما جاءت نتيجة عمل جبار بُذل خلال الفترة الماضية من إدارته الشابة التي رسمت خريطة المستقبل وسط التفافة حقيقية من كافة المحبين سواء كانوا أعضاء شرف أو جماهير، فكانت ثمرة هذا العمل التكاملي العودة لدوري الأضواء والشهرة. البداية محبطة لعشاقه وجاءت بداية الفريق في دوري هذا العام محبطة بعض الشيء لأنصاره ومحبيه، سيما بعد فشله في تحقيق الفوز في أول ثلاث مباريات، قبل أن ينتفض ويحقق فوزه الأول في الجولة الرابعة على حساب جاره النهضة بخماسية نظيفة، ولكن هذا الفوز العريض لم يستثمره المدرب السابق الألماني رينارد ستامب، حيث عاد الفريق لدوامة النتائج المتذبذبة وواصل تفريطه في النقاط السهلة، فتلقى خسارتين وتعادل في أربع مباريات مقابل الفوز في ثلاث مباريات، ونتيجة ذلك قررت الإدارة برئاسة خالد الدبل التدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأعلنت التعاقد مع المدرب التونسي جميل بلقاسم لإكمال المهمة، على أن يتولى ستامب مهمة المدير الفني لكافة فرق النادي. وأكد الدبل في ذلك الوقت أن التعاقد مع بلقاسم في هذه المرحلة من عمر الدوري يأتي لخبرة المدرب العريضة بالكرة السعودية، ومعرفته التامة بدوري الدرجة الأولى. ولكن بعد تولي التونسي بلقاسم مهمة الإشراف الفني واصل الفريق نزف النقاط وتلقى خسارتين متواليتين أمام الطائي والمجزل، لينهي الفريق الدور الأول من المسابقة في المركز التاسع برصيد 19 نقطة من أصل 45 نقطة ممكنة، بعد 15 مباراة فاز خلالها في 4 مباريات وتعادل في 7 مباريات مقابل الخسارة في 4 مباريات. انتفاضة الدور الثاني ورغم الفارق النقطي بين الاتفاق والباطن المتصدر في ذلك الوقت إلى 11 نقطة، إلا أن إدارة النادي لم تهتز ثقتها في فريقها بجميع مكوناته الفنية والإدارية واللاعبين، رغم إدراكها صعوبة المهمة وقوة المنافسة، فاستغلت فترة الانتقالات الشتوية بشكل مثالي حيث دعمت صفوف الفريق بأكثر من عنصر، وأقامت معسكرا خارجيا في قطر، ليعود الفريق مع انطلاقة الدور الثاني بثوب جديد رفع خلاله شعار لا للخسارة وهو ما تحقق بالفعل، إذ انطلق الفارس بسرعة الصاروخ وتجاوز معظم منافسيه ونجح في تسجيل 10 انتصارات مقابل التعادل في 5 مباريات أخرى، حصد من خلالها 35 نقطة ورفع رصيده إلى 54 نقطة كانت كافية لعودته إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. «فارس الدهناء» تاريخ وإنجازات وعندما نتحدث عن التاريخ والانجازات التي حققتها الأندية السعودية على المستوى المحلي والخارجي، فإن أول ما يتبادر للذهن فريق الاتفاق الذي حقق أول بطولة خارجية باسم الوطن كإنجاز غير مسبوق على مستوى الأندية، عندما توج بلقب بطولة الأندية الخليجية عام 1983. وقد حقق الفريق الاتفاقي منذ تأسيسه عام 1945 وحتى الآن 13 بطولة منها 8 بطولات محلية و5 بطولات خارجية، فعلى صعيد البطولات المحلية توج الفريق بلقب الدوري الممتاز مرتين كانت الأولى عام 1983 ولم يتلق خلال مشواره في البطولة سوى خسارة واحدة، بينما كانت الثانية عام 1987 ونجح الفريق في إنهاء مشواره دون خسارة. أما في مسابقة كأس الملك فقد توج باللقب مرتين أيضا كانت الأولى عام 1968 والثانية عام 1985، بينما حقق كأس ولي العهد مرة واحدة كانت عام 1965، وأحرز كأس الأمير فيصل بن فهد «كأس الاتحاد» ثلاث مرات كانت أعوام 1991 و2003 و2004. أما على صعيد البطولات الخارجية فقد توج الفريق بلقب بطولة الأندية الخليجية ثلاث مرات كانت أعوام 1983 و1986 و2007، كما توج بلقب بطولة الأندية العربية مرتين كانت عامي 1984 و1990. الوسط الرياضي يتفاعل مع عودة «النواخذة» ولم تقتصر فرحة عودة الاتفاق لدوري المحترفين على جماهيره أو جماهير المنطقة الشرقية، بل امتدت إلى جميع جماهير الأندية الأخرى وفي كافة مناطق ومدن المملكة، وهذا دليل على اتفاق الجماهير السعودية على حُب هذا النادي العريق الذي يُشكل ضلعا ثابتا في الكرة السعودية، رغم الظروف التي قست عليه في السنوات العشر الأخيرة، وأبعدته عن منصات الذهب قبل أن تسقطه لدوري الدرجة الأولى بعد 37 عاما قضاها بين ومع الكبار. وقد شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تفاعل العديد من الرياضيين مع عودة الفارس لوضعه ومكانه الطبيعي، حيث قدموا التهنئة لكل محب لهذا الكيان الكبير وتمنوا للفريق كل التوفيق في دوري جميل للمحترفين في الموسم المقبل.