عقد وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح، جلسة محادثات جديدة في الكويت أمس السبت، وسط خروقات من ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، بينما وصف الموفد الدولي اسماعيل ولد شيخ احمد المباحثات بأنها كانت مثمرة حتى الآن، ووصف الأجواء بأنها «تعد بتقدم مهم»، وقال شربل راجي المتحدث باسم الموفد الدولي في مؤتمر صحافي الجمعة، ان الوفدين اجريا مباحثات «بناءة» داعيا جميع اطراف النزاع لاحترام الهدنة، وكشفت مصادر قريبة من وفد الحكومة ان الوفد سيرفع شكوى تتضمن 260 انتهاكا من قبل المتمردين يوم الجمعة فقط. فيما قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام ان الاولوية هي لانهاء النزاع، وقال مبعوث الأممالمتحدة إن اجتماعات الطرفين ناقشت التوصل لوقف إطلاق نار دائم في اليمن، وكيفية تطبيقه. وانتهت الجلسة الصباحية من المشاورات، على أن تواصل الوفود استكمال المباحثات في جلسة مسائية تعقد في وقت لاحق. ومن المقرر أن تواصل الأطراف في اليوم الثالث من المشاورات، بحث جميع القضايا المطروحة على جدول الأعمال والمتعلقة بآليات تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني، بما يضمن التوصل إلى وقف شامل للأعمال القتالية واستئناف حوار وطني وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة. ومن المتوقع ان يدفع الوفد الحكومي باتجاه تطبيق سريع لمجموعة تدابير لبناء الثقة تم الاتفاق عليها في جولة المحادثات الاخيرة التي لم تنجح في سويسرا في يناير الماضي، وتشمل الاجراءات اطلاق سراح سجناء ورفع الحصار وغيرها من العراقيل امام تسليم مساعدات الاغاثة. وفي السياق جدد الرئيس عبدربه منصور هادي خلال اجتماع السبت بمستشاريه، حرصه على السلام والوئام المرتكز على قرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2216 واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال:«ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 هي المرجعيات الكفيلة بتأسيس سلام يؤسس لمستقبل آمن لليمن ويضع حلا لمشاكله، وحدا للتوترات والأجندة الدخيلة التي يراد بها شرخ النسيج الاجتماعي والأضرار بمجتمعنا ومحيطنا»، واضاف «الشعب اليمني الذي تحاور على مدار عام كامل من خلال مؤتمر الحوار الوطني، استوعب مشاكل اليمن كافة لتحقيق حلم أبنائه بوطن آمن ومستقر تسوده العدالة والمساواة وغدٍ أجمل في ظل دولة مدنية اتحادية حديثة تستلهم أسسها من مخرجات الحوار الوطني الشامل»، ونوه إلى «ان النوايا تسبق العمل وهذا ما نجسّده فعلا وسلوكا من اجل السلام ونتحمل من اجل ذلك الكثير من المصاعب والتحديات وقدمنا التضحيات في سبيل ذلك». من جهة اخرى طالبت لجنة الحقوق والحريات العامة الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالتحرك الجاد والعاجل لإيقاف الانتهاكات وخرق الهدنة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وقالت اللجنة في بيان انها «تراقب مجريات الأحداث في محافظة البيضاء منذ إعلان بدء سريان الهدنة والتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار بين الاطراف في البيضاء والسماح بدخول المساعدات الاغاثية والافراج عن المعتقلين إلا أن الميليشيا لم تبد حسن النوايا فيما تم الاتفاق عليه وقامت بشن قصف عشوائي على مختلف مدن وقرى المحافظة». الى ذلك اغتال مسلحون مجهولون االسبت قياديا بارزا في حزب التجمع اليمني للإصلاح «الإخوان المسلمين»، في مدينة ذمار 100/ كم جنوب العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان، إن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية أطلقوا النار على حسين اليعري رئيس هيئة شورى حزب الإصلاح، بالقرب من منزله بمدينة ذمار، ما أسفر عن مقتله على الفور. وبحسب الشهود، فقد لاذ المسلحون بالفرار، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ العملي وأثارت عملية تصفية الضابط في الحرس الجمهوري مبروك الشاهري، التي اقدمت عليها مليشيات الحوثي، ردود فعل غاضبة من قبل أتباع حزب المخلوع صالح، دفعت بهم للمطالبة بإنهاء التحالف مع الحوثيين، وقتل الشاهري نتيجة لكشفه عن قضية المفقودين من عناصرالجيش والمليشيات الحوثية في معركة تحرير عدن التي نفذتها قوات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن. ويبلغ عدد المفقودين ثلاثة آلاف، تتكتم عليهم الميليشيات الحوثية، حيث أقدم أحد العناصر الحوثية بالأمن المركزي، على عملية القتل التي راح ضحيتها بالإضافة للشاهري، شقيقه الموظف بوزارة المالية، كما قتل في العملية ثلاثة أشخاص آخرون، بينهم امرأة، حاولت بعدها مليشيات الحوثي محو آثار الجريمة، حيث قتلت منفذ العملية بعد ساعات من عملية التصفية، داخل السجن المركزي، لقطع الطريق عن المطالبة بعملية تحقيق محايدة نادى بها ضباط من زملاء القتيل. وبحسب مصادر أمنية تحدثت ل«اليوم»، فإن القاتل سلم نفسه مباشرة للسجن المركزي، ولم يسلم نفسه لأي جهة أمنية، خشية التحفظ عليه من جهات امنية تتبع للمخلوع صالح، حيث تم قتل الجاني في عملية إعدام سريعة، نفذت بعد أقل من خمس ساعات من عملية القتل لدفن كل خيوط الجريمة. وكان الضابط والخبير في حروب الجيل الرابع مبروك الشاهري يدير منظمة جماهيرية تناهض سيطرة المليشيات على مؤسسات الجيش، وأطلق عليها اسم إمداد لدعم الجيش، وعرف بمواجهته للمليشيات الحوثية، وجرأته ومواقفه القوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. ثم تلقى تهديدات بالتصفية من قبل المليشيات الحوثية، أفصح عنها في منشورعلى صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قبل ايام من اغتياله، حمل فيه المليشيات الحوثية مسؤولية ما قد يتعرض له هو أو أحد أفراد أسرته. وقبل أن يقتل بساعات كان الشاهري قد كشف عن قضية حساسة تتكتم عليها الميليشيات الحوثية تتعلق بنحو 3 آلاف مفقود من عناصر الجيش والميليشيات الحوثية فقدوا في معركة تحرير عدن التي نفذتها قوات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن. وقال القيادي البارز في حزب المؤتمر ياسر اليماني: إن حزبه يدفع ثمن تحالفه مع من أسماهم سفهاء ومنحطي السيد في إشارة لزعيم الميليشيات الحوثية منتقدا السكوت على عملية الإهانة والإذلال لكوادر الحزب من قبل الميليشيات، وقال اليماني: إن الجيش الذي كنا نرعب به الميليشيات الحوثية أصبح يقتلنا بأوامرها، بسبب تحالفنا مع هذه الميليشيا والذي يجب أن ينتهي. من جهة أخرى، قالت قبيلة الزرانيق التي تتزعم قيادة المقاومة في إقليم تهامة، إن جهاز الأمن الداخلي للقبيلة، رصد خلال الأيام الماضية، وصول خبراء إيرانيين إلى محافظة الحديدة للعمل مع المليشيات الانقلابية الحوثية. وأوضحت القبيلة، أن الميليشيات الحوثية جمعت المشرفين الأمنيين في كل مناطق الحديدة عبر بصات صغيرة للتمويه، حيث تم نقلهم إلى الحديدة لحضور دورات تدريبية على أيدي هؤلاء الخبراء الإيرانيين. وأضافت القبيلة: إن كل هذه التحركات يتم رصدها وجمع المعلومات الكافية حولها.