تواصلت مغادرة المزيد من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات السورية جنيف، احتجاجا على غارات النظام المتواصلة، وقال رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس الوفد المفاوض، جورج صبرا، إنه لا يمكن استئناف المفاوضات من دون وفد الهيئة العليا للمعارضة، وشددت الهيئة على أنها الممثل الوحيد للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف، قائلة في ردها على كل من الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن النظام وحلفاءه الروس والإيرانيين هم من يستعرضون بالجرائم التي يرتكبونها بحق السوريين. وكانت المعارضة غادرت الخميس احتجاجا على انتهاكات النظام السوري، فيما اعلن دي ميستورا استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل. في وقت قتل فيه عشرة اشخاص على الاقل وجرح العشرات أمس الجمعة اثر غارات جوية نفذتها طائرات النظام، على احياء خاضعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب، وفقا لما افاد به المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدفت الغارات، اربعة احياء شرق المدينة. واستهدفت حي بستان القصر، احد اكثر الاحياء السكنية كثافة في المدينة، وقتل فيها سبعة اشخاص وجرح ثمانية اخرون، فيما قتل مدنيان وجرح ثمانية اخرون في حي المشهد. وقسمت مدينة حلب منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وتتنوع في المحافظة الجبهات واطراف النزاع، اذ تخوض قوات النظام معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال المدينة. كما تدور معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، واخرى بين داعش والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في اقصى ريف حلب الشمالي. وعادت اعمال العنف في اطراف حلب منذ نحو ثلاثة اسابيع بعد ان سادها الهدوء منذ تطبيق وقف اطلاق النار في نهاية فبراير، بين قوات النظام والفصائل المقاتلة، وبخاصة في شمال المدينة ما دفع بآلاف السكان الى الخروج من منازلهم. وافاد المرصد السوري عن مقتل 6 اشخاص على الاقل الاحد اثر غارات شنها النظام على احياء المعارضة في حلب فيما قتل سبعة اخرون الاربعاء في غارات مماثلة استهدفت الاحياء الشرقية للمدينة. وتواصلت الاشتباكات امس الجمعة في مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة أقصى شمال شرق سوريا، بين قوات النظام وعناصر وحدات حماية الشعب الكردية، وتصاعدت وتيرتها بعد فشل جهود التهدئة بين الطرفين. فيما اكد عدد من الرهائن الفرنسيين السابقين في سوريا في 2013 و2014 ان نجيم العشراوي، احد الارهابيين اللذين فجرا نفسيهما في مطار بروكسل، كان بين سجانيهم ابان اختطافهم، على ما افادت مصادر قريبة من التحقيق الجمعة. وافاد احد المصادر ان الصحافيين الفرنسيين الاربعة ديدييه فرنسوا وبيار توريس وادوار الياس ونيكولا اينان اكدوا ان احد سجانيهم كان يدعى ابو ادريس. واعلنت المحامية ماري لور اينغوف ان موكلها «نيكولا» اينان تعرف رسميا على ابو ادريس بانه نجيم العشراوي، بعد معلومات كشفتها صحيفتا «جورنال دو ديمانش» و«لو باريزيان» الفرنسيتان. تعرف الرهائن السابقون الذين افرج عنهم في ابريل 2014 بعد اعتقالهم 10 اشهر على اثنين من سجانيهم هما الفرنسي مهدي نموش المتهم بتنفيذ هجوم المتحف اليهودي في بروكسل في مايو 2014 (4 قتلى) والفرنسي الاخر سليم بن غانم المقرب من منفذي هجمات يناير 2015 في باريس (17 قتيلا). وافادت النيابة البلجيكية ان العشراوي البالغ 24 عاما الموصوف بانه «تلميذ مجتهد، ليست لديه مشاكل سلوكية» انضم الى تنظيم داعش في سوريا في فبراير 2013. ورصد في 9 سبتمبر 2015 قبل شهرين على هجمات نوفمبر في باريس (130 قتيلا)، في تدقيق هويات على الحدود النمساوية المجرية، برفقة صلاح عبدالسلام المشتبه به الرئيس في تلك الهجمات الذي اوقف في 18 مارس. ويشتبه المحققون في كونه خبير المتفجرات في الهجمات وأحد منسقيها وفي اجرائه محادثات هاتفية مع عدد من انتحاريي 13 نوفمبر.