أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 70 عنصراً على الأقل من القوات السورية النظامية والمسلحين الموالين لها خلال الهجمات التي نفذتها في عدة مناطق بمدينة حلب وأريافها. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس الأربعاء إن الهجمات تركزت بشكل أساسي بالريف الشمالي لحلب، وفي ضاحية الراشدين وجمعية الزهراء بمدينة حلب. ولفت المرصد إلى أن عدد قتلى القوات السورية والمسلحين الموالين لها مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن مقتل 25 آخرين على الأقل، أيضاً خلال اشتباكات دارت الثلاثاء بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط حي العامرية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين, وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 66 مقاتلاً سوريا من قوات المعارضة، 46 منهم قتلوا خلال اشتباكات بالريف الشمالي و20 قتلوا خلال اشتباكات على جبهات مدينة حلب، بينما وردت معلومات مؤكدة عن مقتل 20 مقاتلاً على الأقل من جنسيات غير سورية من مقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار. ولفت المرصد إلى وصول 61 عنصراً على الأقل من القوات السورية النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها إلى بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بعد فرارهم من بلدة رتيان التي فشلت بالاستيلاء عليها، تاركين خلفهم عشرات الجثث لرفاقهم، الذين قتلوا في الاشتباكات. من جهة أخرى أعلن المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة في هذه المدينة. وقال دي ميستورا للصحافيين إثر عرضه أمام مجلس الأمن في جلسة مغلقة تطورات مهمته إن «الحكومة السورية أبلغتني أنها مستعدة لوقف كل عمليات القصف الجوي والمدفعي لمدة ستة أسابيع في كل أنحاء مدينة حلب». وأضاف أن تعليق هذه الغارات والقصف سيبدأ «اعتبارا من تاريخ سيتم الإعلان عنه في دمشق» التي سيتوجه اليها دي ميستورا مجددا «في أسرع وقت ممكن»، كما سيزور حلب، عاصمة الشمال السوري وثاني كبرى مدن البلاد، من أجل التباحث في تفاصيل هذه الهدنة الموضعية والمؤقتة. وكان المبعوث الدولي زار سوريا مؤخرا والتقى الرئيس السوري بشار الأسد. ولفت دي ميستورا إلى أنه طلب من النظام السوري أيضا «تسهيل وصول بعثة للأمم المتحدة» مهمتهاختيار «قطاع في حلب» ليكون اختبارا لوقف القتال. وتأمل الأممالمتحدة أن توسع نطاق هذه الهدنات الموضعية لتشمل مناطق أخرى مما يشجع التوصل إلى حل سياسي. كذلك فإن المعارضة المسلحة التي تسيطر على قسم من حلب لكنها لا تمتلك سلاحا جويا، سيتعين عليها تعليق قصفها المدفعي والصاروخي خلال فترة الستة أسابيع. وأقر المبعوث الدولي بأن تطبيق هذه الخطة سيكون «صعبا» بالنظر إلى الهدنات الكثيرة السابقة التي لم تصمد. وقال «ليست لدي أي أوهام ولكن هذه بارقة أمل». وأضاف أن «الهدف هو تجنب سقوط أكبر عدد ممكن من المدنيين» بانتظار التوصل إلى حل سياسي، وذلك في الوقت الذي كثفت فيه القوات الحكومية غاراتها على حلب. وكان دي ميستورا قدم لمجلس الأمن في 30 تشرين الاول/اكتوبر «خطة تحرك» في شأن الوضع في سوريا تقضي «بتجميد» موضعي للقتال وخصوصا في مدينة حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وصرح دي ميستورا في حينه أنه لا يملك خطة سلام إنما»خطة تحرك» للتخفيف من معاناة الشعب بعد حوالي أربع سنوات من الحرب في سوريا. وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب منذ تموز/يوليو 2012 القوات النظامية (في الغرب) وقوى المعارضة (في الشرق).