تستقر الاجواء اليوم الاثنين في معظم أرجاء المملكة، عدا مناطق الجنوب الغربي التي تستقبل الأمطار، وفي الساحل الشرقي تصفو السماء، وتنشط الرياح الشمالية مع ارتفاع نسبي للرطوبة، وتبلغ درجات الحرارة في حاضرة الدمام، بداية ومنتصف الثلاثينات نهارا حتى الاسبوع المقبل. وبحسب المختصين في الطقس فإن الأسبوع الحالي، يمثل فترة انتقالية تحتمل نشوء حالات من عدم الاستقرار الجوي في عدد من المناطق، وطبقا لهذه التوقعات إشارة الى موسم مراويح الصيف (السرايات)، حيث يوضح المختص في المناخ والفلك، الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، أنها تجمع الحر مع البرد، والشمس مع الغيم، والسكون مع العاصفة، والجفاف مع الفيضان، والصفاء مع الغبار، وبالتالي انها تجمع الفصول ال4 في مكان واحد ووقت متقارب، وهي حالة مطرية محلية سريعة ومحدودة المكان، تظهر في الشهور الانتقالية (أبريل ومايو)، وغيومها تبدأ بالتشكل غالباً بعد منتصف النهار، ومطرها غزير ويستمر لفترة قصيرة، مصحوباً أحياناً ببرد ورعد وصواعق وتيارات هابطة شديدة السرعة، ويتشكل في أكنافها سحب المزن الركامية، وتكون أحياناً من القوة بمكان، أن تُعرّض الناس في البر أو البحر للخطر، والمزن الركامي سحب على هيئة جبال معلقة في السماء، قاعدتها في مستوى 2كم وقمتها تتجاوز 13كم أحياناً، وتظهر عندما تكون الأجواء حارة في الربيع، وفي قممها يتخلق البرد بإذن الله، وتهبط منها رياح عاتية تبلغ سرعتها أحياناً أكثر من 70 كيلومترا في الساعة. في سياق متصل، حذّر البروفيسور علي عشقي، أستاذ علم البيئة المختص في ابحاث المناخ، من المخاطر المصاحبة للحالة الماطرة، بالساحل الغربي التي تستمر اليوم وتشمل المدينةالمنورة والرياض، ممتدة باذن الله الى مناطق واسعة في اليومين المقبلين، والى الشرقية في نهاية هذا الاسبوع. وقال ان الاحتمالات تشير الى غزارتها، متواصلة في الجنوب الغربي للمملكة خلال 5 أيام، الذي يعني وفقا للمؤشرات الحالية، توافر فرص تشكل السيول في الاودية، وارتفاع منسوب مياه السدود وبعض الفيضانات، بالاضافة الى العواصف الرعدية وهبوب الرياح بسرعات عالية، موضحا ان الامطار بهذا الفصل، تعد حالة موسمية متكررة في مثل هذا الوقت من العام، فيما يكون اللافت، انها قوية، مقارنة بالسنوات القريبة الماضية، كما هو الحال في الاسبوع الماضي في معظم المناطق، في حين ان التنبؤ بالامطار يمثل صعوبة في التحديد على نحوٍ مؤكد، فيما تمثل الحالة المرتقبة اليوم نوعا من الاستثناء في امكانية التحقق بعد المشيئة الالهية بنسبة 50 و70%، حيث بدت الاجواء مهيأة في معظم المسببات، من خلال متابعة الرصد لحركة المنخفضات الجوية. ويقول الدكتور عشقي: انه برغم ذلك، تظل التوقعات مرتهنة بما يمكن من مستجدات آنية لمسار الحالة، فقد تختلف مكانيا ومن حيث الغزارة ايضا، وهو الشأن المعتاد في الامطار الربيعية، التي تتصف بشيء من المباغتة والسرعة في تكاثف السحب وزمن الهطولات، وبشكل عام تكون التقلبات في احوال الطقس بمثابة الانعكاسات لما يطرأ على حرارة الغلاف الجوي، مرتبطا بدورات طبيعية، متواصلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، علما ان المحرك لتبذب الاحوال الطقسية، في جميع العناصر الجوية، هو بسبب كمية الحرارة الساقطة من الشمس على سطح كوكبنا العجوز، وتختلف بطبيعة الحال في المواقع بين وقت وآخر، كذلك ان كل ما يتعرض له الغلاف الجوي ينعكس مباشرة على المناخ، وقد يحدث احيانا بعض التطرف، كما ان التغيرات حتمية في معظم التوقعات، علاقة بالمرتفعات والمنخفضات الجوية، وتلحظ في المشهد العام وتيرة متسارعة للاضطرابات المناخية، حيث ان ما نعيشه حاليا من الأمطار غير المسبوقة، سواء في شبه الجزيرة العربية او مناطق العالم ما هو إلا مقدمة لبداية تكوّن العصر الجليدي المصغر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.