خلال محاضرات الفترة الصباحية لملتقى «نرعاك» الرابع والذي اقيم في مركز سلطان بن عبدالعزيز - سايتك، حذر الشيخ حسين التميمي مدير عام الشؤون الميدانية للرئاسة العامة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خطر عصيان ولاة الأمر والخروج عليهم، ولأنه سبب في فساد وضرر الفرد والمجتمع والأمة، ولما لها من فتن عظيمة كالاقتتال بين المسلمين واستباحة الدماء كما يحدث اليوم في كثير من البلاد الإسلامية، وقد حرم الإسلام الخروج على ولاة الأمر، وحفاظا ًعلى حقوقهم نهى الإسلام عن سب الحكام أو الخوض في أعراضهم والنيل منهم. واستشهد الشيخ من السيرة النبوية التي تحذرنا من عصيان ومخالفة ولي الأمر بحادثة في غزوة أحد حينما خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم وما أدت هذه المخالفة إلى قلب نتيجة المعركة وكانت درساً بليغاً للمسلمين حتى يومنا هذا في مفهوم الطاعة لله ورسوله. وأشار إلى طاعة ولي الأمر في الأنظمة الحياتية والنظم الحكومية مثل أنظمة المرور وغيرها مما ينظم وييسر حياة الناس.. وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم إقامة الصلاة حداً فاصلاً بين السمع والطاعة، وعدمها، فالحكام وإن ارتكبوا الكبائر لا يجوز الخروج عليهم ومن يدعو إلى ذلك هم الخوارج وفكر الدواعش، وحذر الإسلام من التخاذل والتأخرمن الاستجابه لولي الأمر خاصة عند الشدائد والملمات، وطاعة الله ورسوله وولي الأمر تكشف حقيقة الإيمان بالله... وبين الشيخ أثر طاعة الله ورسوله وولاة الأمور على الأمة ولما لها من نعمٍ كثيرة وخيرٍ وفير كنعمة الأمن. ومن شاء أن يُرحم من الأمم والأفراد فعليه بطاعة الله ورسوله وولي الأمر. ومفهوم الطاعة في الإسلام تعني الطاعة التي تحكمها المعرفة، والطاعة العمياء مرفوضة ولا أصل لها، وطاعة ولي الأمر واجبة وإن حصل منه ظلم أو معصية فظلمه ومعصيته يحاسبه بها الله، فعلى المؤمن الصادق القيام بالسمع والطاعة وأن يحتسب أجره عند الله تعالى. وذكر الشيخ عمر بن فيصل الدويش مديرعام فرع المنطقة الشرقية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن أعظم بلاء تصاب به الأمة هو أن يقوم أبناؤها فلذات أكبادها بالطعن في خاصرتها ومساعدة الأعداء بالإجهاز عليها.. وتساءل بقوله «ولماذا يحدث ذلك؟». فقد أدرك الأعداء أن الشباب هم رونق الأمة وقادتها وطاقتها وحيويتها، بدايةً استهدفوا الشباب بسلاح الشهوة، وعندما أدركوا أن سلاح الشهوة لا يجدي عند شباب رفعوا شعار نبي الله يوسف الصديق عليه السلام (معاذ الله)، لجأوا إلى الأفكار وبحثوا في تاريخنا فوجدوا أن المحرك الذي يتفق الناس حوله هو الدين ولذلك قرروا طعن الأمة في ظهرها وفي دينها وقد خصصوا الدراسات والبحوث لذلك. وقد وجد باحثوهم في تاريخنا قصة عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا منها فكرة ومرتكزا لاستهداف الشباب المسلم الملتزم بالتطرف والغلو حتى يقتل المسلمون بعضهم بعضَا. وأشار الشيخ إلى أن ما يشهده عصرنا حيث وسائل الاتصال الحديثة بلا رقيب ومتابع، يتحدث الشباب مع من شاء ويراسل من شاء، مما ساهمت هذه الوسائل في نشر الأفكار الضالة والتطرف، وعليه لابد من التذكير بالرقابة الذاتية ومخافة الله عز وجل.. وطالبا من شباب الأمة طاعة ولي الأمر والالتزام بشرع الله ذاكرا أن أولى الأسباب لانحراف الشباب نحو التطرف هو تكفير مجتمعهم وولاة أمورهم، ومن ثم يلجأون لسفك الدماء حتى دماء أقرب الناس إليهم، قائلاً «إنها كارثة ومصيبة أن يقتل المواطن مواطنا كان يصلي معه في المسجد بل يقتل أحدهم المصلين في المسجد الذي كان يصلي فيه، أي فكر وأي دين يسلكه هؤلاء المتطرفون».. وأكد على خطر غياب لغة الحوار في مجتمعنا، ناصحاً بتعزيزهذه اللغة والتواصل مع شبابنا لمحاربة ومقارعة هذه الأفكار المتطرفة والتي يصبح الشباب هم زادها ووقودها.