يمكن القول إن العلاقات السعودية المصرية تصلح لأن تكون أنموذجا حقيقيا لمعنى عمق العلاقات بين الدول، ففضلا عن الروابط العربية والإسلامية التي تجمع البلدين الجارين، إلا أن الأمر يتعدى ذلك كله، لينسحب على كل مناحي العلاقات التي يمكن أن تربط الدول بعضها البعض، وهو ما برهنته المواقف والأحداث التي مرت بها المنطقة ولم تزد الوشائج إلا تلاحما، ولا الأواصر إلا تعزيزا، وعلى ذلك كان من الطبيعي أن تحمل زيارة خادم الحرمين الشريفين الحالية للشقيقة مصر، الكثير من ردود الأفعال الايجابية في وسائل الإعلام، وفي مقدمتها وسائل الإعلام المصرية التي ما فتئت تشيد بالزيارة وحصيلتها على مصر في مثل هذا الوقت الذي تمر به البلاد، مع إظهار الامتنان لبعد نظر القيادة السعودية في الوقوف بجانب مصر معتبرين ان ذلك يستحق الشكر والعرفان. البداية كانت مع كبرى الصحف المصرية، صحيفة الأهرام التي أوردت على صفحاتها أمس ضمن تغطية خاصة بزيارة خادم الحرمين، حيث استطلعت آراء كبار قادة الأحزاب المصرية، فيقول الأمين العام ورئيس الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن أشرف رشاد عن الزيارة: إن تلك الزيارة تأتي تأكيدًا على عمق العلاقات والروابط المتينة والتاريخية التي تجمع البلدين، مشيرًا إلى أن تلك العلاقات من أساسيات الحكم في البلاد حتى إن اختلف القادة والملوك والرؤساء، وأن الدور العظيم الذي لعبته المملكة العربية السعودية من مساندتها ودعمها الكامل وغير المسبوق للشعب المصري على مر العصور وخاصة في ظل اندلاع ثورة ال30 من يونيو لا يمكن أن تنساه مصر وسيظل ذلك الدور محفورا في جبين المصريين. فيما تحدث الدكتور عبدالله المغازى، مستشار رئيس الوزراء السابق، عن أهمية توقيت الزيارة وأنها أتت بتلك اللحظات التاريخية والصعبة في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، وأنها مؤشر كبير على أن هناك تطورا ايجابيا وكبيرا على مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين وسيظهر ذلك في جميع المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالبلدان سيسهمان في حل الكثير من المشكلات العربية خلال الأشهر القليلة المقبلة بفضل التعاون المشترك بينهما. من جانبه، أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة، السكرتير العام لحزب الوفد، أن زيارة خادم الحرمين لمصر تاريخية وتؤكد قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين وتعد رسالة قوية لكل أعداء الوطن والمتربصين به؛ لكونها قطعت ألسنة المشككين في قوة العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر والسعودية هما رمانة الميزان في المنطقة. وأضاف أبو شقة إن المملكة كان لها دور تاريخي عند وقوفها بجانب مصر في حرب أكتوبر 73 بالإضافة لمساندتها لنا بعد 30 يونيو. أما صحيفة المصري اليوم فذهبت في اتجاه تاريخي، متحدثة عن 5 مواقف من تاريخ العلاقات المصرية السعودية، حيث كتبت في العنوان «سلمان يتطوع في الجيش المصري»، موردة المواقف الخمسة وهي: 5- زيارة الملك عبدالعزيز لمصر قبل 70 عاما. 4- تأييد المملكة لمصر في «اتفاقية الجلاء». 3- الملك سلمان يتطوع في الجيش المصري. 2- موقف الملك سعود من أزمة عام 56. 1- وقف تصدير البترول في أزمة أكتوبر 73. وبلغة مليئة بالتفاؤل والايجابية ذكرت صحيفة اليوم السابع في عنوانها ان مفاجآت خادم الحرمين مستمرة، ناقلة عن مصادر لها امكانية ايداع مبلغ مالي كبير في البنك المركزي المصري كوديعة، قبل أن تعرج في الحديث عن ايجابيات الزيارة وما تخللها من اتفاقيات ينتظر أن تؤتي أكلها في الأمد القريب. وفي صحيفة أخبار اليوم، نقلت الصحيفة تصريحاً للمستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار المستقبل، والذي وصف زيارة خادم الحرمين الشريفين بالتاريخية، معتبرا أن الجسر البري بين مصر والسعودية مشروع قومي لن يخدم نقل الركاب وحركة مرور السيارات فقط، ولكن سيتم من خلاله توصيل خطوط كهرباء وغاز وبترول وفقا للدراسات الأولية التي أجريت حول المشروع، وهو ما يضاعف من أهميته الاقتصادية والاستراتيجية خاصة وأنه يمتد في منطقة في غاية الأهمية لكلتا الدولتين وهي منطقة جزيرتي تيران وصنافر وخليج العقبة.