شدد وزير خارجية المملكة عادل الجبير على ضرورة التزام إيران بمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، وأن تغير سياساتها ونهجها إذا ما أرادت بناء علاقات طبيعية مع بلاده. وقال وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري بعد ختام الاجتماع المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية الأمريكي: إن الاجتماع استنكر عمليات تهريب إيران للأسلحة إلى الحوثيين في اليمن. وأوضح أنه في الوقت الذي نحاول تحقيق تقدم في العملية السلمية باليمن، وقامت إيران بمحاولة إدخال أسلحة ومتفجرات إلى اليمن وكذلك محاولاتها إدخال أسلحة ومتفجرات إلى دول مجلس التعاون. ومن ناحية أخرى أشار الجبير إلى أن الاجتماع الوزاري أبدى دعمه للمغرب في موقفه من مسألة الصحراء الغربية، مؤكداً أهمية الاستقرار ودعم الاقتراح المغربي في تطبيق الحكم الذاتي وعدم اتخاذ أي إجراء قد يضعف ذلك وهو ما أيدته الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضا. القمة الخليجية الامريكية وأتى اجتماع كيري بنظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات والكويت وقطر وعمان) قبل اسبوعين من حضور الرئيس الامريكي باراك اوباما قمة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض. وأوضح الجبير خلال المؤتمر الصحفي الذي كان بفندق الفور سيزون ان الاجتماع كان مثمرا وبناء للتحضير للقمة الخليجية الامريكية، والتي تعتبر القمة الثانية بعد كامب ديفيد، ومراجعة ما تم تحقيقه منذ سنة حول جدول الاعمال والست غرف التي تم تأسيسها للتعامل مع عدد من المواضيع سواء موضوع التسليح والتدريب والدفاع عن الصواريخ البالستية، بالاضافة الى تكثيف العمل الاستخباراتي، كذلك اللجنة التي تعمل على التصدي لتدخلات ايران في شؤون المنطقة، كما تطرق الاجتماع الى تسهيل إجراءات فسح الانظمة الدفاعية الحساسة لدول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن التعامل مع التحديات في المنطقة العربية سواء في سوريا ولبنان والعراق بالاضافة الى اليمن وليبيا، كما تمت مراجعة عملية السلام والقضية الفلسطينية واهمية إيجاد حل لها. تنديد بالتدخلات الإيرانية فيما حض وزير الخارجية الامريكي -خلال اجتماعه بنظرائه الخليجيين في المنامة الخميس ايران- على العمل من اجل "السلام" في الشرق الاوسط عبر وقف "تحركاتها المزعزعة للاستقرار" في سوريا واليمن اللذين تمزقهما الحرب. وفي ختام الاجتماع ندد الوزير الامريكي ب"تحركات ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وانتقد كيري الاعمال "الاستفزازية" التي تقوم بها ايران، وقد أورد مثالا على ذلك "اعتراض" الاسطول الخامس في البحرية الامريكية ومقره البحرين سفينة محملة بأسلحة "مصدرها ايران" و"متجهة الى اليمن". بدوره وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري ندد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة بسلوك ايران، معربا عن امله في ان تغير سياستها الخارجية. وقال: "نحن نود أن نرى إيران تغير سياستها الخارجية تجاه المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي وأن توقف من يقومون بحروب في الوكالة". وأضاف الوزير البحريني الذي قطعت حكومته في مطلع السنة علاقاتها مع طهران: إنه "آن الأوان لتسعى إيران لتحسين علاقاتها بدول الجوار وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك لمصلحة الجميع"، مؤكدا أنه "إذا خطت إيران خطوة واحدة في سبيل ذلك فسنخطو خطوتين". أما كيري فقال خلال المؤتمر الصحافي إنه يتعين على ايران ان "تثبت للعالم انها تريد ان تكون عضوا بناء في المجموعة الدولية والمساهمة في السلام والاستقرار ومساعدتنا على انهاء الحرب في اليمن وسوريا وليس تصعيدها". ودافع كيري أمام نظرائه الخليجيين عن الاتفاق التاريخي الذي ابرم حول الملف النووي الايراني بين القوى الكبرى وطهران في يوليو 2015، مؤكدا ان "الولاياتالمتحدة مستمرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في رفض (برنامج) ايران للصواريخ" البالستية. وهذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في يناير وأدى الى رفع العقوبات عن ايران. ودعا كيري مجددا ايران الى المساعدة في "تغيير الدينامية في هذه المنطقة للتمكن من الخوض في نشاط اقتصادي كامل". وعن الملف اليمني، أشار كيري إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية في محادثات واجتماعات على مدى الأسابيع الماضية؛ من أجل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في اليمن، وقد تحدث بنفسه مع الوزير عادل الجبير في محاولة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار بشكل مطلق، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد نفذ بعض هذه الجهود خلال الساعات القليلة الماضية مما يسهل قدرتنا على التحرك نحو المفاوضات.