أجمع ممثلون لأربع شركات عائلية مُدّرجة في السوق المالية على أن الإقدام وعدم التردّد في التحوُّل إلى شركة مساهمة يُحقق العديد من الفوائد المستقبلية، من حيث استمرارية وديمومة الاسم والنشاط التجاري للشركة مع زيادة قيمتها السوقية الفعلية، مؤكدين أن حُسن اختيار المستشارين الماليين بمثابة نقطة فاصلة في رحلة التحوُّل، مشدّدين على أهمية توثيق قواعد الحوكمة كمفهوم إداري عصري. كما أكدوا جميعًا على أهمية الإعداد والتجهيز لعملية التحوُّل، وذلك بترتيب الأمور الداخلية لاسيما من ناحية الإدارة المالية، وتكوين مجلس الإدارة، وغيرها من الأمور ذات الصلة، لافتين إلى ضرورة وضع خطة مكتوبة للتحوُّل حتى يسهل متابعتها. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لملتقى تحوُّل الشركات العائلية إلى مساهمة، الذي تُنظمه غرفة الشرقية بالتعاون مع شركة السوق المالية (تداول)، وبرعاية معالي رئيس هيئة سوق المال، محمد بن عبدالله الجدعان. وقد أدار الجلسة -التي شهدت حضورًا لافتاً من رجال وسيدات أعمال المنطقة الشرقية، ولفيفًا من المهتمين والمتخصصين- د. عبدالله العبد القادر، رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية، وحاضر فيها كل من المدير التنفيذي لشركة حلواني إخوان صالح حنفي، والعضو المنتدب لشركة المواساة للخدمات الطبية محمد السليم، والأستاذ يوسف القفاري المدير التنفيذي لشركة أسواق العثيم، والأستاذ أيمن المديفر المدير التنفيذي لشركة الاندلس العقارية. ومن جانبه، أكد المدير التنفيذي لشركة حلواني إخوان أن تحوُّل شركة حلواني إلى مساهمة جاء عن قناعة الملاك بضرورة فصل الملكية عن الإدارة، وإيمانهم بالعمل المؤسسي، مشيرًا إلى أن الشركة تحولت إلى العمل المؤسسي في مختلف إداراتها التشغيلية منذ التسعينيات سواء من ناحية البيع أو التحصيل، مما كان له أكبر الأثر في تهيئتها لعملية الطرح عام 2007م، متطرقًا إلى موضوع السيطرة وما يكتنفه من فهم خاطئ لدى البعض من كون أن الطرح يُفقد المؤسسين سيطرتهم، موضحًا مدى أهمية وجود المؤسسين أيا كانت نسبتهم، على المديين القريب والبعيد في منظومة مجلس الإدارة. فيما تحدّث محمد السليم العضو المنتدب بشركة المواساة الطبية عن التحديات التي واجهت المواساة عند بدء التحوُّل، قائلاً: إنه لم يكن تحديا بقدر ما هو إصرار من المُلاك على المحافظة على ذلك الكيان القائم وانتقاله سلسًا عبر الأجيال، فوقع الاختيار على البدء بالطرح الخاص الذي جهز الشركة وأعدها بطريقة صحيحة للطرح العام، لافتًا إلى ما حققته المواساة من تضاعف لأرباحها، وأيضًا التوسع في تقديم خدماتها، مرجعًا ذلك إلى ممارساتها لأساليب الحوكمة من إفصاح وشفافية. وفي نفس السياق، قدّم يوسف القفاري، المدير التنفيذي لأسواق العثيم شرحًا مختصرًا بمزايا الإدراج، مؤكدًا أنه يُضاعف من قيمة الشركة ويجعلها أكثر استقرارًا بل ويمنحها ديمومة لنشاطاتها، لافتًا إلى تجربتهم في شركة أسواق العثيم، وكيف جاء القرار بالتحوُّل عندما لاحظ رئيس مجلس الإدارة انهيارا لكيانات عائلية أمامه، مشيرًا إلى دور رئيس مجلس الإدارة ورؤيته الحكيمة في الإقبال على الطرح رغم أنه كان بأقل من القيمة الأساسية. واختتم من جانبه أيمن المديفر المدير التنفيذي لشركة الأندلس العقارية بقوله: إن القطاع العقاري -لاسيما العقارات المدرة منها- في حاجة دائمًا إلى التمويل الضخم، وبالتالي تنويع قاعدة المساهمين، لافتًا إلى أن هذه الطبيعة جعلت من الطرح اتفاقًا عامًا لدى مجموعة الملاك منذ البداية، موضحًا أن الأندلس العقارية انطلقت لتستمر، ومن ثمّ كان الاختيار هو الطرح باعتباره النموذج الأمثل لاستمرار الشركات في القطاع العقاري، ناصحًا بضرورة الحرص على انتقاء المستشارين الماليين الجيدين؛ لما لهم من قيمة مُضافة تعود على الشركة بالإيجاب.