الفنان والمخرج البرازيلي الشهير كلاوديو بوتيلو اعتاد على الجماهير المتحمسين. ولكن أن يلقى التصفيق المتواصل من الجمهور في منتصف الأداء لم يكن في النص المكتوب في وقت سابق من هذا الأسبوع، عندما استدار بوتيلو- الذي يؤدي حاليا على خشبة المسرح دور متعهد فرقة المسرح- إلى الجمهور وارتجل بإطلاق تعليقات قليلة حول «الرئيس السابق الملتوي الأداء» و«الرئيس السارق» اللذين يواجهان اتهامات بالتقصير والإقالة. في لحظات، كان عشرات من أفراد الجمهور يقفون على أقدامهم ويهتفون «لن يكون هناك انقلاب!» في حين رد فصيل معارض لذلك قائلا «اذهب بعيدا! اذهب بعيدا!» ووسط ذهول كادر الممثلين الذين لم يشاركوا في الحدث حيث حاول بعض الحشد الاندفاع إلى منصة المسرح، ووبخ بوتيلو هذا التمرد بأنه «أسوأ من الجيش». تشيكو بواركي، المطرب الشعبي الذي ألهم الفرقة الموسيقية، سحب الإذن من بوتيلو لاستخدام كلمات الأغاني، وهو ما أدى من الناحية العملية إلى إلغاء العرض. وعلى هذا النحو أصبح الوضع في البرازيل، حيث غزت المؤامرة الملتوية لفضيحة الفساد السياسي الضخمة الحياة اليومية، بصورة عملت على استقطاب ليس فقط المحتجين في شوارع البلاد، ولكن أيضا الناس في ملاعب كرة القدم، وحرم الجامعات وفي غرف المعيشة. أرسلت زوجة صديقي نصا لزوجها في ذلك اليوم تقول فيه: «الرجال وزوجاتهم ينقسمون حول السياسة»، بعد أن أجرى أشخاص موالون للحكومة ومتظاهرون معارضون احتجاجات اقتتالية في الشوارع في جميع أنحاء البلاد. وكتبت: «أرجو ألا يحدث ذلك معنا لو سمحت». مع انتشار رائحة الفساد من القصر الرئاسي إلى الكونجرس إلى شركات بمليارات الدولارات، فلا عجب أن البرازيليين يعيشون في حالة ارتياع. ولكن النقد اللاذع ملحوظ لبلد يفتخر بنفسه بأنه استطاع تحويل إهانات الحياة إلى كرنفال. المزاج المظلم أيضا هو علامة على أن الأمر سيستغرق أكثر من حلول سريعة- مثل استقالة الرئيسة ديلما روسيف أو إقالتها- لتهدئة الخواطر، ناهيك عن توحيد البلاد مرة أخرى. أحد المقالات التي نشرت في صحيفة ساو باولو تحدث عن حلاق تفاخر بموس الحلاقة يحتفظ به في درج خصيصا لتهديد العملاء اليساريين الذين يتباهون بالآراء المؤيدة للحكومة. أيضا في ساو باولو، كان يتعرض طفل يبلغ من العمر 9 سنوات للمضايقات والإهانة من قبل زملائه بسبب ارتدائه قميصا باللون الأحمر والأبيض- وهما اللونان اللذان يفضلهما حزب العمال الحاكم المتهم بالفساد. ما لم يفهمه الفتوات هو أن القميص هو نسخة من العلم السويسري. وكانت وسائل الإعلام الاجتماعية لفترة طويلة ساحة معركة في البرازيل. تحليل مؤسسة جيتوليو فارغاس لمئات الآلاف من التغريدات التي نشرت في اليومين قبل مظاهرة مناهضة للحكومة على الصعيد الوطني واسعة النطاق في وقت سابق من هذا الشهر كشف عن صورة ملونة للأمة محفورة باللونين. يتحدث الفنانون البرازيليون عن ذلك منذ فترة طويلة على الصعيد السياسي، ولكن المواجهة المباشرة بين المعسكرات المتعارضة هي أمر غير مألوف في البلاد. وقال المؤلف والمنتج الموسيقي نيلسون موتا، الذي أعرب عن يأسه في مقال في إحدى الصحف من أن الوضع الحالي لسياسات البلاد يغذي التعصب ويقود إلى تفريق الأصدقاء «لقد عدنا إلى الحرب الباردة. لم أعتقد أبدا بأنني يمكن أرى البلاد تصل إلى هذا، ولا تنسوا أنني عشتُ خلال فترة الديكتاتورية العسكرية». لحسن الحظ، لم يستسلم الجميع للغضب. في 13 مارس عندما خرج أكثر من 3 ملايين متظاهر إلى الشوارع، أكثر ما يقرب من 460 ألف تغريدة حول الاحتجاجات لم تتخذ أي جانب في النزاع الحزبي، اتخذت شكل النكات والمحاكاة الساخرة بدلا من ذلك. وعندما نشر المدون المحافظ رودريجو كونستانتينو قائمة من 766 شخصا من المثقفين الذين اتهمهم ب «الدفاع عن حزب العمال الذي لا يمكن الدفاع عنه» انتشر ما دونه بصورة كبيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأخبر الصحفي الرياضي جوكا كفوري موقع برازيلي على شبكة الانترنت: «في اليوم الذي يشيد بي هذا المواطن المثير للسخرية، سوف آخذه مباشرة إلى المحكمة». كلاوديو بوتيلو لا يضحك. يوم الاربعاء، وضع اعتذارا على صفحته على فيسبوك، معتذرا لرواد المسرح وإلى بواركي، الذي تنازل فورا عن الحظر الذي فرضه على الحفل الموسيقى. حتى في البرازيل، لا بد للعرض أن يستمر.