دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الحكومة العراقية، أمس السبت، إلى تكثيف جهود تعزيز المصالحة بين السنة والشيعة في سبيل محاربة تنظيم داعش. وقال بان في مؤتمر صحفي ببغداد مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: "المصالحة الوطنية جزء مهم من استراتيجية هزيمة داعش الذي استغل بلا شفقة الانقسامات واستهدف المهمشين والمحرومين." وكان الأمين العام للمنظمة الدولية يشير إلى المكون السني المهمش في ظل الحكومة التي يقودها الشيعة وتولت السلطة بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003. ويرافق بان رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم ورئيس بنك التنمية الإسلامي أحمد محمد علي في الزيارة النادرة للعاصمة العراقية، ومن المتوقع أن يذهب الثلاثة إلى مدينة أربيل الشمالية في وقت لاحق. وقال علي: إن البنك سيساهم في إعمار المناطق التي دمرت في الاشتباكات بين الدولة الإسلامية والقوات العراقية المدعومة من الولاياتالمتحدة. وأقرض البنك الدولي العراق حوالي ملياري دولار العام الماضي، من أجل إعادة الإعمار والبنية التحتية وتقديم دعم طارئ للميزانية لمساعدته على تدارك الآثار الاقتصادية لقتال داعش وانخفاض سعر النفط الذي يمثل نحو 90 بالمائة من إيرادات الحكومة. 32 قتيلا على صعيد آخر، ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف فتية في القرية العصرية جنوببغداد في نهائي بطولة محلية لكرة القدم، إلى 32 قتيلا. واقتحم الانتحاري، الذي بدا صغير السن بحسب صور نشرها تنظيم داعش في بيان تبنيه للهجوم، التجمع أثناء تسلم الفائزين الجوائز. وأفاد مسؤول في دائرة صحة محافظة بابل أن "حصيلة الضحايا بلغت 32 شهيدا و84 جريحا، بينهم 12 في حالة خطرة جدا". وأضاف: "بين الشهداء فتية تتراوح أعمارهم بين العاشرة و 16 عاما". وتقع القرية العصرية في ناحية الإسكندرية وتبعد عن بغداد 40 كلم، إلا أنها تتبع محافظة بابل المجاورة إدرايا. وفجر الانتحاري حزامه الناسف، مساء الجمعة، بينما كان المسؤولون يسلمون الجوائز بتلاوة اسماء اللاعبين واحداً تلو الآخر. وأظهرت صور التقطتها كاميرات فديو كتلة لهب صفراء ضخمة لحظة التفجير. وتبنى التنظيم المتطرف مسؤوليته موضحا أن منفذه يدعى سيف الله الأنصاري الذي "استهدف قادة مليشيات الحشد الشعبي". لكن شرائط فيديو التقطها بعض الحضور للحظة التفجير تظهر أن معظم الضحايا كانوا من الفتية الصغار المشاركين في بطولة كرة القدم. وقتل في التفجير مدير ناحية الإسكندرية أحمد شاكر الذي كان يقوم بتوزيع الجوائر على المشاركين في البطولة. وأظهرت صور لموقع الهجوم فتية صغارا جثثهم متناثرة، وكرة قدم مضرجة بالدماء. ويبدو الهجوم الأخير كرد فعل على العمليات العسكرية ضد التنظيم الجهادي الذي خسر مؤخرا الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، فيما بدأت القوات العراقية عملية استعادة السيطرة على محافظة نينوى.