استعاد اللاعب محمد السهلاوي مهاجم المنتخب السعودي حساسيته أمام المرمى، رغم حالة التراجع الفني والتهديفي التي يمر بها في الآونة الأخيرة، ونجح في المساهمة في فوز الأخضر في مباراته أمام ماليزيا بفضل الهدف الأول الذي ساهم في صناعته قبل أن يجد الكرة أمامه، ويضعها داخل المرمى مترجما الأفضلية الفنية للمنتخب الذي اكتفى بهدفين في شباك ضيفه. ورفع السهلاوي رصيده التهديفي في التصفيات المزدوجة إلى 14 هدفا، وأصبح مرشحا لإضافة المزيد من الأهداف في المباريات المقبلة من التصفيات، وكسر الرقم الذي ما زال بحوزة نجم المنتخب السابق سامي الجابر الذي سجل 16 هدفا في التصفيات السابقة. وساهم السهلاوي الذي بات المهاجم الأول في الكرة السعودية في تربع الأخضر على مجموعته وتأهله للتصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا، في ظل تألقه اللافت وقيادته للأخضر السعودي لصدارة المجموعة الأولى دون خسارة في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس أمم آسيا 2019، بفضل أهدافه الحاسمة التي وضعته في صدارة هدافي التصفيات برصيد 14 هدفا، وحصوله على جائزة أفضل لاعب في خمس مباريات من أصل سبع مباريات، وهي مجموع المباريات التي خاضها منتخب بلاده حتى الآن، ومن المتوقع أن يكون أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا عطفا على ما قدمه مع منتخب بلاده وناديه. وأشاد السهلاوي بالأداء الذي ظهر به المنتخب في مباراته أمام نظيره الماليزي، والتي انتهت بفوز الأخضر بهدفين دون مقابل في نطاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا ونهائيات كأس أمم آسيا 2019 في الإمارات. وقال عقب نهاية المباراة: "إن تراجع لاعبي المنتخب الماليزي للمناطق الخلفية في الشوط الأول كان مبالغاً فيه، وساهم في النتيجة السلبية التي انتهى عليها، رغم الاستحواذ الكامل والهجوم المتواصل من جانب المنتخب الذي بحث عن الهدف، ولكنه لم يوفق، وفي الشوط الثاني واصلنا الضغط الهجومي إلى أن تحقق الفوز المهم ومواصلة صدارة المجموعة الأولى". وأوضح السهلاوي أنه ليس مهتما بالرقم التهديفي، بقدر ما يهمه مواصلة المنتخب السعودي تميزه في التصفيات الحالية والصدارة إلى أن يحقق طموحات الجماهير السعودية الوفية المتمثلة في التواجد في نهائيات كأس العالم بروسيا. ومع أن موهبة السهلاوي الذي يبلغ من العمر 27 عاما ولدت معه، إلا أنه عانى كثيرا من التهميش مع المنتخب الأول رغم تألقه مع ناديه النصر، حيث لم تتح له الفرصة الكاملة لإثبات وجوده، وهو ما أفصح عنه اللاعب في عدد من المقابلات التلفزيونية التي أكد من خلالها أنه يعاني بسبب التجاهل، وعدم إتاحة الفرصة له لإثبات قدرته للدفاع عن ألوان منتخب الوطن الذي يعد الانضمام له شرفا كبيرا. وبعد سنوات من الانتظار والترقب لم يكذب اللاعب الذي توج بجائزة أفضل لاعب سعودي للعام 14/2015 خبرا، عندما أُتيحت له الفرصة ليثبت للجميع أنه المهاجم الأول حاليا في الكرة السعودية، وخير من يقود هجوم الأخضر في المشاركات الخارجية المقبلة. فالسهلاوي الملقب ب"الصعباوي" شارك مع المنتخب في 23 مباراة دولية ما بين ودية ورسمية وسجل خلالها 23 هدفا، ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب مقارنة بعدد أهدافه مع عدد مبارياته الدولية، كما أنه يعتبر أول مهاجم سعودي على مر التاريخ يسجل في سبع مباريات متتالية حيث سجل 13 هدفا في سبع مباريات. وبدأ السهلاوي الذي أبصر الحياة يتيما مشواره الكروي مع فريق القادسية عام 2003، حيث وقع في كشوفات النادي الشرقي مقابل 40 ألف ريال بعد بروزه في دورة "كاركيز"، إحدى دورات الحواري التي تقام في الأحساء، قبل أن تتم إعارته لفريق الفتح ومن ثم العودة لفريقه الذي وقع معه عقدا لثلاثة مواسم مقابل ثلاثة ملايين، وقد قدم خلال تلك المواسم مستويات مميزة وسجل مع فريقه في دوري الدرجة الأولى 18 هدفا في الدوري والكأس، إضافة إلى صناعة 8 أهداف أخرى، قبل أن يتخذ قراره بالانتقال للنصر في صفقة تعتبر الأكبر في ذلك الوقت، حيث تجاوزت قيمتها ثلاثين مليون ريال. ومنذ انتقاله للنصر سجل السهلاوي بقميص فريقه 112 هدفا بوقع 22 هدفا في عامه الأول و6 أهداف في العام الثاني و17 هدفا في العام الثالث و16 هدفا في العام الرابع و18 هدفا في العام الخامس و25 هدفا في العام السادس و8 أهداف في العام الحالي، وجاءت أهدافه بواقع 84 هدفا في الدوري و5 أهدف في كأس الملك و12 هدفا في كأس ولي العهد و8 أهداف في كأس الأمير فيصل بن فهد وهدف في بطولة السوبر وهدفين في البطولة الخليجية ومثلهما في البطولة العربية، وهدف وحيد في دوري أبطال آسيا. وبتلك الحصيلة التهديفية بات هو الهداف الرابع في تاريخ ناديه بعد الأسطورة ماجد عبدالله الذي سجل 324 هدفا ومحمد سعد العبدلي الذي سجل 130 هدفا ومحيسن الجمعان الذي سجل 121 هدفا. أما على صعيد المنتخب الأول فقد انضم للمرة الأولى لصفوف الأخضر عام 2010 ولعب معه 20 مباراة، منها 9 مباريات كلاعب أساسي و11 مباراة كلاعب بديل، وسجل خلالها 17 هدفا كانت في مرمى منتخبات كل من أسبانيا وهونج كونج والكويت وكوريا الشمالية وأوزبكستان والأردن وفلسطين وتيمور الشرقيةوماليزياوالإمارات. وكانت أولى مبارياته الدولية أمام منتخب أسبانيا في اللقاء الودي الذي أقيم في 29 مايو 2010 وانتهى بفوز الأخير 3/2، بينما كان آخرها أمام منتخب ماليزيا في اللقاء الذي جمعهما يوم الخميس الماضي ضمن تصفيات كأسي العالم وآسيا ونجح خلاله في تسجيل الهدف الأول الذين فتح الطريق أمام الأخضر لإضافة ثلاث نقاط جديدة، جعلته يغرد وحيدا في الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه.