أسهل شيء إذا رغبت أن تشتهر وتبقى نجما ساطعا ولامعا، حاول أن تبحث عن شيخ أو عالم -خاصة في الدين أو وزارة أو هيئة إسلامية- وتقوم بالحديث عليه والهجوم بأي شيء بما تعرفه ومالا تعرفه وستجد الكثير ممن يستمع إليك وقد تكون في وقت قصير ذا شأن ويشار إليك بالبنان وتقوم وسائل التواصل الاجتماعي بنشرها بسرعة البرق وتجد من يتلقفها بشغف ولا تقلق فستزيد رسالتك وفكرتك يوما بعد يوم وتبقى على قمة الحدث وسيقال عنك بأنك المفسر للأحداث والمجاهد الذي سيقود المعركة. مؤخرا خرجت علينا برامج إعلامية تستضيف السفهاء الذين يطعنون في بعض علمائنا الأفاضل وخاصة مما يعملون فى المجال الديني فلو نظرنا في وجوههم لوجدنا الجهل يشع من وجوههم وللأسف تجد من يحتضنهم في مجالسهم بسبب هذه البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. فهل من الصحيح أن يخطئ المعلم فيصحح عليه السفيه أم يصحح مديره أفكاره فعلى الأقل احتراما لخبرته وشخصيته وفضله في إلقاء العلم وان لم يكن لهذا فليكن احتراما لعلمه. تابعوا معنا أي برنامج رياضي يقوم بتحليل المباريات عندما يقوم حكم دولي شارك في مباريات كأس العالم لسنوات عديدة وتجد من يحلل المباراة شخص لم يحالفه الحظ ولا يعرف أن يصل الى المدرجات التي تقام فيها المباراة ويظل ينتقد هذا الحكم ويبين أخطاءه بهدف الشهرة وهو لا يعرف عن التحكيم شيئا. فان كنت تود أن تكون ناقدا فليكن نقدا هادفا ليكون النقد للبناء لا للهدم... إن ما ساعد وساهم في خروج هؤلاء الرويبضة للأسف، وسائل الإعلام المأجورة التي تريد أن تشوه وتعمل على حساب مجتمعاتنا من اجل الشهرة وكسب المال لا لظهور الحق ونشره. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟، قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» رواه الإمام أحمد في مسنده. فهذا ما نلاحظه في أيامنا هذه من كثرة وجود الرويبضة في حياتنا ومن تصديق للكاذبين وتكذيب للصادقين الذين نثق فيهم ولكن الإعلام صور لنا هؤلاء على أنهم سفهاء، فليلزم كل منا نفسه، يقول خيرا أو ليصمت. اعلموا جيدا بأن لحوم العلماء مسمومة فلا تفكر مجرد التفكير أن تبث عنهم مالا يقولون ولا يعملون فتجد الكثير من يدافع عنهم وهو لا يرد عليك لان من شيم الرجال أن لا يلتفت الى الوراء فأنت مجرد سفيه يتكلم عنه لا عالم ينتقد فمن ينتقد عالم أو شيخا لابد أن يكون نبراسا ومنارة في المعرفة ولديه من العلم والحجج ما يستطيع أن يرد به. قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»