كشف عليان الهندي الخبير الفلسطيني والمختص بالشؤون الإسرائيلية، النقاب عن تلقي جنود الجيش والشرطة الإسرائيليين لتعليمات غير مكتوبة من كبار الضباط بقتل الفلسطينيين أثناء وبعد وقبل تنفيذهم للعمليات الفدائية، وهو ما يعتبر تصريحا لجنود الجيش وأفراد الشرطة بقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه به، وهو ما انعكس بشكل عملي على الأرض، حيث قتل عشرات الفلسطينيين، لتصل نسبة من تم قتلهم من شهداء الانتفاضة الحالية التي اندلعت منذ مطلع أكتوبر الماضي إلى 85%، وفقاً لمبدأ الشك على الحواجز الإسرائيلية، واستندت هذه الحقائق التي تم الكشف عنها، ووفقا لمعلومات مؤكدة حصل عليها من أكثر من مصدر إسرائيلي. في الوقت الذي أعلنت فيه ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي مقتل فلسطينيين، أمس الخميس، بعدما طعنا جنديا اسرائيليا بسكين مما أدى الى اصابته بجروح في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهندي ل «اليوم»، نحن نسلم بقتل الفلسطينيين أثناء العملية وبعدها، أما أن يصرح لهم بالقتل "قبل" العملية، فإن ذلك يفسر على أنه تصريح يسمح للجنود وأفراد الشرطة الإسرائيلية بالقتل لمجرد الشك، ويضيف قائلا: "بهذه الطريقة قتل عشرات الفلسطينيين، وجرى قتل 85% من شهداء الانتفاضة التي اندلعت منذ مطلع أكتوبر الماضي على الحواجز الإسرائيلية وفقاً لمبدأ الشك". وجاءت أوامر قتل الفلسطينيين بعد أقل من 48 ساعة من مناقشة اللجنة الوزارية للتشريع في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو منح قانون إعدام الفلسطينيين شرعية قانونية، بحسب الاقتراح الذي وقع عليه أعضاء من حزب "إسرائيل بيتنا" و"الليكود" و"البيت اليهودي"، وينتظر أن يقدم القانون للكنيست الإسرائيلي لإقراره. وتبعا لذلك، فإن الأوامر الصادرة ليلة الأربعاء الماضي بقتل الفلسطينيين لمجرد الاشتباه، جرى تنفيذها على الفور في ساعات الصباح الباكر من صبيحة اليوم التالى -أي يوم الخميس، وأعدم الجيش الإسرائيلي شابين فلسطينيين في حي تل رميدة بمدينة الخليل، بعدما أمطرهما بوابل من الرصاص، بزعم تنفيذهما عملية طعن أصيب على إثرها أحد الجنود بجراح. وأوضح الخبير الهندي أن :"عدد شهداء الانتفاضة تجاوز 200 شهيد، 140 منهم أعدموا لمجرد الاشتباه فيهم على الحواجز الإسرائيلية" وتابع :"لا يعقل أن 140 فلسطينيا كانوا يريدون تنفيذ عمليات ضد الجيش"، مبيناً أن حالات الإعدام اليومية من قبل جيش الاحتلال أسفرت عن تنامي الرغبة لدى جيل الشباب الفلسطيني بالانتقام، ما جعل الأوساط الإسرائيلية تشعر بالقلق وتبحث عن حلول لمواجهة الشبان الذين تدعي إسرائيل أنهم ينفذون عمليات ضدها. وأوضح أن هذا التوجه الإسرائيلي بدأ مبكراً منذ العام الماضي، ويقضى بأن العمليات الفردية للشبان الفلسطينيين تتطلب مواجهة أمنية وعسكرية. علما بأن أغلب هذه العمليات تجري من قبل شباب لا تتجاوز أعمارهم 25عاماً، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية بسن قوانين لمعاقبة القائمين بهذه العمليات بالتزامن مع توسيع دائرة التحريض على المستوي السياسي من خلال تشجيع المستوطنين الإسرائيليين على قتل الفلسطينيين، لمجرد الاشتباه. مشيرا إلى أن إسرائيل ذهبت إلى قتل الفلسطينيين لوجود تقييمات أمنية لديها منذ سنوات تشير بوضوح إلى أن الضفة الغربية تسير نحو انتفاضة شعبية شاملة لا تريدها هي. وقال الخبير الهندي: "إسرائيل عبر التاريخ كانت تجبر في نهاية كل انتفاضة على دفع ثمن سياسي لإخمادها، فمثلاً في انتفاضة 1987م أجبرت على الاعتراف بفشل فكرة الاحتلال المستنير، واعترفت بالحقوق سياسية للشعب الفلسطيني. وفي انتفاضة عام 2000 أجبرت على طرح مشروع سياسي يقضي بالانسحاب من قطاع غزة. وأضاف: "إسرائيل تدرك تماما أن أي انتفاضة حالياً تعني أن المجتمع الدولي سيضغط عليها لتقدم تنازلاً سياسياً لصالح الفلسطينيين، وبالتالي فهي ذهبت لمواجهة الشبان الفلسطينيين بالقتل لإيجاد حالة من الردع لتفادي اندلاع انتفاضة جديدة. ولا يتفق الخبير الهندي مع كثير من الفلسطينيين في تسمية ما يجرى في الضفة الغربية ب «الانتفاضة»، ويقول إنها «هبة»، مشيراً إلى أن قيام انتفاضة شعبية في الضفة الغربية لا بد أن تتوفر عناصرها، والتي أهمها وحدة حال الفلسطينيين وهذا غير موجود حالياً. وأكد أن غياب الوحدة الفلسطينية يساعد على عدم تطوير "الهبة" لتصبح انتفاضة، موضحاً أن الانشغالات الإقليمية ستجعل الفلسطينيين يدخلون في معركة الانتفاضة مع الاحتلال بدون سند، لاسيما وأن المجتمع الدولي غير مستعد للتعاطي معهم، ويقوم بممارسة الضغوط عليهم بشكل يومي لناحية عدم تصعيد الأوضاع نحو حدوث انتفاضة. وأوضح أن الفلسطينيين طوال صراعهم مع إسرائيل لن يتوقفون عن النضال، سواء كان بشكل فردى أو جماعي، ويرى أن إسرائيل عجزت عن مواجهة الشبان الفلسطينيين في هذه المرحلة.