كشفت السلطات البلجيكية الاربعاء هوية انتحاريين نفذا هجمات بروكسل قائلة إنهما شقيقان على علاقة بالمشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس في نوفمبر الماضي فيما اعتقلت المهاجم الثالث. وغداة أسوأ اعتداءات تشهدها بلجيكا مع ثلاثة تفجيرات ادت الى مقتل حوالي 30 شخصا واصابة 250 بجروح وتبناها تنظيم داعش، افادت شبكتان تلفزيونيتان ان الانتحاريين هما خالد وابراهم البكراوي. وفيما دخلت البلاد التي ترزح تحت صدمة الاعتداءات فترة حداد لثلاثة ايام، وقف المواطنون في بروكسل دقيقة صمت في ذكرى الضحايا ويتقدمهم الملك فيليب ورئيس الوزراء شارل ميشال. وكانت الشرطة تلاحق اساسا الشقيقين بسبب علاقتهما بصلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي (على قيد الحياة) من المجموعة المنفذة لاعتداءات نوفمبر في باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية الجمعة بعد ملاحقة استمرت اربعة اشهر. ووقع تفجيران انتحاريان في مطار زفنتم الدولي في بروكسل صباح الثلاثاء، وتبعهما تفجير في محطة مالبيك للمترو قرب الحي الذي يضم المؤسسات الاوروبية. وهذه الاعتداءات غير مسبوقة في المدينة التي تضم مقري حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي. وشلت الحركة في المدينة كما دفعت الهجمات بمطارات اوروبية عدة الى تعزيز اجراءاتها الامنية وسط تساؤلات حول قدرة اوروبا على مكافحة الارهاب بعد قرابة اربعة اشهر من اعتداءات باريس التي خلفت 130 قتيلا و350 جريحا. واستؤنف العمل جزئيا في قطارات الانفاق صباح الاربعاء وسط اجراءات امنية مشددة فيما كان جنود يدققون في امتعة الركاب عند مداخل المحطات، لكن الحركة كانت اقل من المعتاد. وقالت دومينيك سالازار (18 عاما) اثناء مرافقتها شقيقيها الى المدرسة: "انا خائفة بعض الشيء، لكن ليس لدينا من خيار الا الاستمرار". حملة أمنية وأطلقت السلطات البلجيكية حملة مطاردة بعدما عممت صور كاميرات المراقبة التي يظهر فيها ثلاثة "مشتبه بهم" وهم يدفعون عربات نقل الامتعة في المطار. وقتل اثنان منهم في التفجيرات الانتحارية فيما الثالث الذي لم تنفجر العبوة التي كان ينقلها، لا يزال على قيد الحياة. وقال مدعون إن الشرطة نفذت حملات مداهمة في مختلف انحاء بلجيكا الثلاثاء وعثرت على علم لتنظيم داعش ومواد كيميائية في احدى الشقق. واكدت شبكة "ار تي بي اف" الرسمية الناطقة بالفرنسية ان رجلين يرتديان سترتين داكنتي اللون ويسيران جنبا الى جنب كما يبدوان في الصورة هما في الواقع الشقيقان خالد وابراهيم البكراوي. وتابعت: إن خالد قام على ما يبدو باستئجار شقة في شارلروا (جنوب) بهوية مزيفة انطلق منها منفذو اعتداءات باريس في 13 نوفمبر. وأضافت: إن خالد استأجر ايضا بهوية مزيفة شقة في حي فورست في بروكسل حيث وقع تبادل لإطلاق النار خلال عملية مداهمة الاسبوع الماضي، مما سرع في القبض على المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام الذي اعتقل الجمعة في مولنبيك بعد فراره طيلة اربعة اشهر. من جهته، اوردت شبكة "في ار تي" الرسمية الناطقة بالهولندية أن الشقيقين ضالعان فعلا في اعتداءات بروكسل التي اوقعت قرابة 30 قتيلا و250 جريحا، الا انهما تحركا في مكانين مختلفين، فأحدهما نفذ الاعتداء في المطار بينما فجر الثاني نفسه في محطة مالبيك للمترو مما اوقع 15 قتيلا على الاقل. وكان مصدر من الشرطة اعلن ان الرجل الذي كان في الوسط بين الرجلين الاخرين في صورة كاميرا المراقبة "يمكن ان يكون ابراهيم البكراوي". وقد وجهت الشرطة البلجيكية الاربعاء نداء لطلب مساعدة الشهود من اجل التعرف على الرجال الثلاثة الذين يدفعون عربات عليها حقائب سوداء امامهم. وتضامنا مع بروكسل أضيئت معالم سياحية شهيرة مساء الثلاثاء مثل برجل ايفل في باريس وبوابة براندنبورغ في برلين وبرج التجارة العالمي في نيويورك بألوان علم بلجيكا الاسود والاصفر والاحمر. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تبادل آلاف الاشخاص صور شخصية تانتان البلجيكية الشهيرة للرسوم المتحركة وهو يبكي والذي اصبح رمزا لبلجيكا الغارقة في الحداد. الرد الأوروبي وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الاربعاء الى "تعزيز مراقبة الحدود الخارجية" للاتحاد الاوروبي، وقال فالس: إنه يجب التقدم "في مجمل الوسائل لمكافحة الارهاب"؛ لأنه باعتداءات بروكسل "هوجمت اوروبا لأنها اوروبا. لذلك يجب ان يكون الرد اوروبيا". وأضاف فالس: إنه تم تحديد "اكثر من ثلاثين شخصا" حتى اليوم مرتبطين باعتداءات باريس. وبالتزامن جرى صباح الاربعاء اخلاء مطار تولوز-بلانياك جنوبفرنسا لإجراء "تفتيش امني" بعد العثور على طرد مشبوه، بينما البلاد في حالة انذار قصوى بعد اعتداءات بروكسل. وافاد مصدر من السلطات ان طردا مشبوها عثر عليه في المطار، وبناء على ذلك تم إخلاء المكان. ويرى محللون ان اعتداءات بروكسل اظهرت ان شبكات المتطرفين في بلجيكا وايضا في باقي اوروبا تبقى قادرة على تنفيذ اعتداءات دامية مهما كانت الضغوط التي تمارسها الشرطة عليها.