قبل عقدين من الزمن اقترحنا من خلال العديد من المقالات واللقاءات الحوارية أن تمنح المؤسسات التابعة لرعاية الشباب كاللجنة الاولمبية واتحاد الكرة وغيرهما الاستقلالية التخصصية، وذلك بترشيح رؤساء وأمناء الاتحادات الرياضية من خارج الرئاسة العامة لرعاية الشباب من أجل الموضوعية، أي انه من الصعوبة بمكان أن يشغل الرئيس العام رئاسة جميع المؤسسات الرياضية، وكذلك أمانة الاتحادات من قبل موظفي الرئاسة العامة مما قد يؤثر على آلية اتخاذ القرار، وكذلك من أجل الارتقاء والتطوير لأداء تلك المؤسسات. مع الأسف لم تلق تلك الأفكار القبول من الكثير من شاغلي تلك المواقع الرياضية، وكذلك من بعض الاعلاميين. وخلال الفترة ذاتها انشغل الجميع بإخفاقات المنتخب، ومشاركة الأندية السعودية في دوري المحترفين المحلي والاسيوي، والتسويق والاستثمار الرياضي والخصخصة مما تتطلب ذلك فرض واقع جديد على الساحة الرياضية تطلب استقطاب آخرين لشغل بعض تلك المواقع الرياضية من خارج رعاية الشباب. في العام 2013م أعلن الرئيس العام نواف بن فيصل قراره الشجاع الذي نادى باستقلالية رئاسة وعضوية اتحاد القدم عن رعاية الشباب، وكذلك انطلاق انتخابات الاتحادات الرياضية الأخرى التي من المفترض أن تنتهي بعد دورة الألعاب الأولمبية 2016، وبالتالي فوز احمد عيد برئاسة اتحاد القدم الحالي، واختيار محمد المسحل امين عام اللجنة الأولمبية، البداية الحقيقة لشغل بعض مناصب الرئيس العام، وكذلك بعض المواقع الادارية من خارج رعاية الشباب. لقد تفاءل الشارع الرياضي آنذاك بتعيين عبدالله بن مساعد رئيسا لرعاية الشباب كرجل اقتصاد في مؤسسة الرياضة الأولى، وبدأ بتعيين عبدالحكيم بن مساعد امينا عاما، ثم بعدها تعيين لؤي ناظر نائبا للرئيس، وعبدالحكيم مساعدا ثانيا، وتعيين حسام القرشي رئيسا تنفيذيا وأمينا عاما سعيا منه باستقطاب الكوادر الإدارية والفنية المتمكنة، لقد مضى 50 عاما على تأسيس اللجنة الأولمبية السعودية وما زال دورها غير واضح لدى العديد من الرياضيين! وقد يسأل البعض ما الخبرات العلمية والتخصصية المطلوبة لشاغلي وظائف اللجنة الأولمبية؟ ما انجازات اللجنة الأولمبية على الرياضة السعودية بعد نصف قرن؟ أين دور اللجنة في مسيرة عمل الاتحادات الرياضية وتقييم مخرجاتها؟ سأترك الإجابة للقارئ!. على سبيل المثال وقع المجلس الأولمبي الآسيوي برتوكول تعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية للاستفادة من خبراتها في مجال التأهيل الأكاديمي والفني للمدربين والحكام والمختصين الفنيين وهو استثمار طويل الأجل للرياضة القطرية على مستوى القارة. لماذا لا يضم معهد اعداد القادة تحت مظلة اللجنة الأولمبية وبالتالي يصبح مركزا للتأهيل الأولمبي الأكاديمي والتحكيمي والفني؟ لماذا لا تضم لجنة مكافحة المنشطات، والبرنامج الأولمبي المدرسي تحت مظلة اللجنة الأولمبية؟ اللجنة الأولمبية هي لجنة أهلية غير ربحية ترعى إدارة الرياضة داخل الدولة وفقا للأحكام واللوائح الصادرة بموجبه، لا يمكن أن يعين عليها جهاز رئاسي حكومي ما، لماذا ظلت اللجنة الأولمبية تحت مظلة رعاية الشباب طيلة العقود الخمسة الماضية، طالما أن النظام يسمح أن ينتخب أي من مسؤولي الدولة كالوزراء والمستشارين أو من ذوي الكفاءة والخبرة كرئيس لها أو حتى ممثلي القطاع الخاص المهتمين بالمجال الرياضي والقادرين على تطوير الرياضة الأولمبية، على أن يؤسس ذلك لعلاقة متوازنة تلتزم بالميثاق الأولمبي وتؤطر أسس التعاون مع الدولة، وبالتالي يطلع مجلس الوزراء والقطاع الخاص على متطلبات الرياضة السعودية بموضوعية.