مدارسنا تعمل تقريبا لمدة ثمانية أشهر في السنة، حيث تعمل خمسة ايام أسبوعيا، بمعدل 8 ساعات في اليوم. عدا تلك الأيام والأوقات، فإن المدارس تبقى نائمة او خاملة، وتحتاج من يوقظها بقبلة "التحول الاستراتيجي"!. تنتشر المدارس في احياء المدن والهجر والقرى، حيث تتمتع بمرافق جيدة وفسيحة، ويوجد بها مرافق رياضية (مدارس الأولاد) ويوجد بها مسارح ومختبرات علمية. كما يوجد بها مواقف سيارات فسيحة. وهذه المدارس معروف عنوانها في الحي. كما ان تلك المدارس، تضم نخبة من المعلمين والمعلمات في مختلف التخصصات العلمية، وهؤلاء هم اثمن ما في المدارس. لو عملت تعديلات بسيطة على مرافق وبرامج المدارس، وأديرت بطريقة اقتصادية واجتماعية جديدة، فمن الممكن ان يوفر المجتمع جراء ذلك الملايين ويوفر الجهد والوقت ويعظم من دور المدرسة! ولكن كيف؟ تخيل لو أقيمت صالات ملحقة في كل مدرسة، بحيث تؤجر للمناسبات كإقامة دورات او حفلات او محاضرات. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ تخيل لو أجرت المرافق الرياضية الخاصة بالمدارس على الفرق الرياضية لاستخدامها عصرا اثناء ايام الأسبوع أو صباحا ومساء خلال العطل. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك ؟ تخيل لو أتيح المجال لمعلمي ومعلمات المدارس بإقامة دورات توعوية لافراد المجتمع المحيط بهم بمبلغ رمزي، مثل التوعية بحوادث السيارات. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ تخيل لو أقيمت فعاليات أسبوعية في المدرسة مثل مسابقة اجمل بيت وأفضل "والدين" يهتمون بتربية ابنائهم. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ تخيل لو احتوت المدرسة على جناح مخصص للاستشارات الاسرية والتعليمية، بحيث تدفع رسوم لذلك. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ تخيل لو ضمت كل مدرسة مجلسا للحارة، يجتمع فيه أفرادها أسبوعيا لمناقشة همومهم والتعامل مع التحديات. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ تخيل، ياسيدي القارئ، كم وظيفة ستوفرها هذه المدارس المتعددة المهام للرجال والنساء من سكان هذا الحي، حيث انها ستغنيهم عن استخدام المواصلات. فما هو العائد المالي والمجتمعي من ذلك؟ لدينا أمثلة ناجحة وكثيرة من الماضي والحاضر تدلل على تعظيم الاستفادة من المدارس. فقد استخدمت مرافق المدارس اثناء الانتخابات البلدية، وقد استخدمت المدارس لإيواء المراكز الصيفية، وقد استخدمت لتطعيم الطلاب والطالبات ضد الأمراض، حيث أصبحت وكأنها وحدة صحية. بالاضافة الى ذلك، كانت تقام في مدارس الأولاد، دورات رياضية على مستوى المدن، بحيث كانت أشبه بالأندية الرياضية. ولإدارة المدارس بحيث تحقق عوائد اجتماعية ومالية، فمن الممكن وضع إجراءات تنظيمية ورقابية لانجاح هذه التجربة، ومن الأفضل تجربتها في البداية على نطاق ضيق للتأكد من نجاحها لاحقا. سيدي القارئ، تخيل ان المدرسة المحيطة بك متعددة المهام، بحيث تقصدها لإيصال ابنك للمدرسة وتذهب اليها لحضور ندوة توعوية، وتسير اليها لمشاهدة مباراة، وتقصدها لحفل اجتماعي. وأخيرا من يوقظ المدارس النائمة لتقوي مجتمعنا، ولتضخ لنا أموالا جراء ذلك؟