عشنا -ولله الحمد والمنّة- من أول الأسبوع إلى اليوم في أجواء مباركة، فالأمطار والبركات من رب السماوات لم تتوقف هنا أو هناك، ومن أعظم البركات الربانية وأفضلها، عودة الروح والألفة والأخوة لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، وهي توحدت على قلب رجل واحد، ولكن الله -عز وجل- بفضله وجوده وكرمه ألف بينهم، فالفضل لله -عز وجل- حيث قال: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها». إن اجتماع ووحدة قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية، من أقصاها الغربي لأقصاها الجنوبي والشرقي، لهو حدث عظيم، تمثل في وحدة الكلمة والتفافها على كلمة سواء، أن لا رضاء للذلة، ولا رضاء للمهانة، ولا رضاء للخوف والوجل من قريب أو بعيد، فإما أن تسود كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وتكون هي العليا، أو الموت والشهادة، وهي غنائم وفضل وبركة أن سخرها وجعلها في الأمة المنصورة الغالبة بإذنه -تعالى- لبسط شريعته وكلمته على العالمين في أرضه وتحت سمائه مهما زعل الحاقدون وانتقص المشككون وقالوا عن المملكة العربية السعودية «مهد التوحيد والنبّوة والرسالة»، إنها في صراع مع جارتها، وإننا استدعينا اخواننا للوحدة الإسلامية، وإننا نثير المشاكل. ولعلي في هذا المقام أكتفي وتخجل كلماتي من مجاراة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في صحيفة الشرق الأوسط من عدد الإثنين الفائت، عندما عمل مقارنة بين ما تقوم به المملكة العربية السعودية وعلى مدى ثمانين عاما من العلاقات السعودية - الأمريكية من نشر السلام في الخليج العربي ودول مجلس التعاون الخليجية؛ وما يقوم به النظام الطائفي في إيران من استهداف الأمريكان في الخبر، وآخرها استهداف الطاقم البحري الأمريكي في مياه الخليج العربي واحتجازهم واقتيادهم في صورة مهينة أمام العالم أجمع، ولم تحرك القيادة الأمريكية المنتهية ولايتها قريبا ساكنا، بل اكتفت عبر وزير خارجيتها بشكرهم على أن أطلقوا سراحهم، وقبل أيام أعلنت إحدى المحاكم في بلادهم عن طلب لتعويض مادي من إيران مقابل مسئوليتها في دعم أفراد القاعدة، الذين جاءوا من قاعدتهم اللوجستية في إيران، ومع كل ذلك يغض الطرف الرئيس حسين أوباما وكأن الحقائق كلها لم تكن شيئا مذكورا. إن وحدة المسلمين في رعد الشمال وما نتج عنها مما لا نعرفه كمواطنين في العالمين العربي والإسلامي وما نتأمله منهم وندعوهم إليه هو التمسك بالوحدة والتكاتف أسوة بالوحدة الأوروبية والأمريكية الشمالية والجنوبية وغيرها، فهو طريق العزة والنصر، والبعض من أهل الباطل اتحدوا كالمدعين بأسماء الحشد الشعبي وحزب الله ومن التف في فلكهم على الباطل، رغم معرفتهم من الداخل أن دم المسلم حرام، ولم يقل السوري أو العراقي، ومع ذلك رضوا أن يكونوا عونا لأهل الباطل والكفر والشقاق والنفاق وسنده من الروس واليهود ومن سار في فلكهم في تخريب ديار المسلمين وزعزعة استقراهم ورخائهم، فأصبحوا بئس الجار، الذي لم يرع حرمة لدين ولا لنبي ولا لرسالة ولا لكتاب ولا لتاريخ من العيش المشترك في ظل الحكم الإسلامي . وقبل الختام.. اللهم اجعل ثواب وأجر من سعى لوحدة المسلمين وتكاتف العرب ونصرتهم ولحمتهم على كلمة التوحيد، للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، يلقاه عند رب منعم كريم. وفي الختام اللهم أعز ديننا وقادتنا ووطننا وأمتنا المسلمة، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين واجعلنا على كلمة سواء بها نحيا وبها نموت.. اللهم آمين.