باله مشغول على اللبنانيين في الداخل والخارج نتيجة الأوضاع السيئة التي يمر بها لبنان والمنطقة، فالنيران تحيط بالجميع من كل حدب صوب والمنطقة حسب رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام "تمر بتخبط كبير، حتى بتنا نتكهن في كل يوم ولحظة ماذا سيحل بذلك الاجراء او الخطوة وماذا سينتج عن هذا الحلف والى أين ستذهب الامور هل الى المزيد من الشرذمة والتقسيم والحروب والمواجهات والمؤامرات والارهاب". سلام طالب في دردشة مع "اليوم" ووسائل اعلام دول الخليج "الجميع يبذل جهدا كبيرا ومميزا لمحاولة تطوير وتغيير الصورة التي تكونت عن لبنان واللبنانيين في الفترة الماضية"، مشدداً على انه "من غير المقبول أن تهتز العلاقات التاريخية والوثيقة والعريقة مع الخليج". تأنيب "حزب الله" ولفت سلام الى انه "حتى الان لم يتم تحديد موعد لزيارته دول الخليج"، قائلاً: "استقبلت سفراء دول الخليج وأبديت رغبتي في التواصل وزيارة دول الخليج، الداعم الأكبر لخيار الدولة في لبنان الذي هو خيارنا"، مؤكداً انه "إذا تنازل لبنان عن هذا الخيار سينتهي"، وتابع "نحن اليوم وسط ازمة سياسية داخل لبنان، ولكن لا يمكن ان نستمر بهذا الشكل ونحن بحاجة الى مؤازرة ودعم وتفهم أكثر من أي وقت مضى". وعن تأنيب "حزب الله" ومنعه من التدخل في الدول الخليجية، يبدي رئيس الحكومة "تمسكه بالحفاظ على الحكومة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، خصوصاً أن الجميع يعلم ما هي بدائل وجود الحكومة"، مضيفا "حرصنا على مقاربة الموضوع (رفض وزير الخارجية جبران باسيل إدانة الاعتداء على سفارة المملكة في إيران عكس الاجماع) بالامكانات المتوفرة، حيث اجتمعنا لمدة 7 ساعات ونتيجة جدل وكلام متبادل حدث إجماع من الحكومة (على ادانة الاعتداء على المملكة)، لحرصي على ان يكون هناك اجماع ولو لم يحدث لكانت كلفته الحكومة". نعم أخطأنا وأبدى الرئيس سلام عتبا كبيرا على القوى السياسية التي تدخل لبنان بصراع سياسي نتيجة "قراءتها الامور بما يفيدها وبما يعود لها بالنفع وليس لما يعود للوطن"، واستبعد سلام أن "يصاب لبنان بعزلة عن محيطه العربي"، لأن أمله دائماً ب"دول الخليج التي لم تترك لبنان في الماضي ولن تتركه اليوم ولكن لدى هذه الدول عتب على لبنان نتفهمه، بالإضافة الى انهم غير مرتاحين الى الوضع في لبنان". وتوجه سلام إلى دول الخليج، بالقول: "نعم حدثت أخطاء في ظل أوضاع ضاغطة وحساسة وفي ظل صراع إقليمي، ونعم هناك تقصير ولكن الجميع يعلم ان اللبناني لا يمكن أن ينسى أفضال دول الخليج على لبنان"، مشدداً على ان "تعاضدنا وتكاملنا مع اخواننا العرب وفي دول الخليج سيبقى وسيستمر وسنقوم بكل ما بمقدورنا لتمكينه". ويعترف أنه "نتيجة هذه الاخطاء والتقصير نتج غضب وعتب"، ومشددا دعمه لقرار ابعاد اللبنانيين الذين يضرون بأمن واستقرار البلدان الخليجية، قائلاً: "سبق وقلت للمسؤولين في دول الخليج منذ سنتين الا تتأخروا لحظة بترحيل لبناني اذا وجدتم منه اذى او ضررا، ونحن لن نغطي ونحمي اي لبناني يصدر عنه ذلك"، معتبراً ان "استقرار هذه الدول الخليجية والواقع الخليجي عنصر أساسي في ظل الانهيار الكبير الذي تشهده المنطقة". وجدد التأكيد على "أننا متمسكون بعلاقتنا بدول مجلس التعاون الخليجي ونحن متمسكون بشكل واضح بالإجماع العربي في وجه كائن من كان" مشددا أنه ليس للبنان خيار "في الضفة الاخرى فطالما هناك اجماع عربي يجب ان نكون معه وعندما لا يكون هناك اجماع عندها كل واحد يأخذ طريقه"، معرباً عن ثقته "بقيادات دول الخليج وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز وعلاقتي الشخصية ومعرفتي بهذه القيادات على مدى العقود الماضية يؤكد لي انه بالنتيجة ان كان هناك زعل بمكان او ان كان هناك عتب بمكان انا واثق بأنه لا يمكن ان يتخلوا عن لبنان، فهم احرص من غيرهم على الحفاظ على لبنان ودعمه". .. و مع مراسلة «اليوم»