من يذكر عبده عبد المنعم جعفر؟ ربما لا أحد الآن، ولكنه كان المواطن الذى كاد يكرر ما فعله التونسي محمد بوعزيزي، عندما أشعل فتيل الثورة عندما ذهب معترضا إلى شارع القصر العينى ومن أمام مبنى مجلس الشعب أشعل النار في ملابسه اعتراضا على الأوضاع التى تمر بها البلد والظروف الاقتصادية الصعبة. فقد سكب عبده البنزين على جسده، وسارع باشعال النار في ملابسه، ولكن أحد السائقين العابرين، أنقذه من الموت، باستخدام طفاية الحريق الخاصة بسيارته، يومها لم يسمع أحد بعبده، والصحف وقتها نشرت الخبر، وكأنه عن معتوه أو مجنون، مثلما كان يتعامل الإعلام المصري مع أولئك الذين كانوا يعانون قسوة الظروف الاقتصادية الصعبة، لم يتفهم أحد، انه منذ طفولته يعمل كأجير من أجل إعالة والدته بعد انفصال والده عنها الأمر الذى لم يمكنه من استكمال دراسته كذلك عجزه عن سد احتياجات اطفاله الثلاثة حيث يقوم بايجار مطعم صغير ويعاني من مشاكل اقتصادية قوية وهى الدافع لمحاولته الانتحار مشتعلا وبعد مرور عام على ذلك الحدث، وعلى أول شخص يشعل في نفسه النار ويتسبب في اندلاع فتيل الثورة التقت (اليوم) بعبده عبد المنعم، الذي قال بفخر، «أنا من أشعل فتيل الثورة» ويضيف : أنا أصبت من جراء ذلك بتشوهات ولا أزال أتلقى العلاج. ويستكمل حديثه : بالرغم من ذلك كانت هذه بداياتى مع الثورة ومن هنا كانت اندلاع المظاهرات وكنت اتلقى العلاج بمستشفى المنيرة وجميع النشطاء تظاهروا امام المستشفى تضامنا معى والتى بدأت من أسفل المستشفى إلى ان وصلت لميدان التحرير ومنعتنى الحروق التى تعرضت لها من المشاركة. ويضيف عبده: إن الانشطة السياسية توقفت بسبب القمع والامور كما هى عشوائية قبل وبعد الثورة وسادت المجتمع المصرى ولا اشعر بادميتى فى البلد واشعر بالقمع ولا اعرف ماذا اترك لاولادى بعد ان تسربوا من التعليم لضيق اليد وانا لا امتلك شيئا واعمل في محل «مطعم» اديره ومهدد بالطرد لعدم استطاعتى دفع الايجار. وعن مشاعره بعد مرور عام على الثورة، يؤكد عبده إنه على استعداد ان اشعل النار فى جسدى مرة اخرى يوم 25 يناير فى عيدالثورة لاننى لن اكون اقل من اى شهيد في الميدان.؟!