توقع خبيران اقتصاديان أن يواصل «اليورو» تراجعه في سوق العملات ليصل سعر صرفه إلى أقل من دولار أمريكي خلال ال 6 أشهر القادمة، وأرجعا خفض سعر الفائدة الذي اتخذه البنك المركزي الأوروبي إضافة إلى التيسير الكمي إلى ظروف المرحلة الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الأوروبي جراء الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة ونتائج النمو التي جاءت بمعدلات أقل من المتوقع، مشيرين إلى ان قطاع السياحة أول المستفيدين خلال الفترة القادمة. وتوقع الخبيران أن يعطي هذا التخفيض ميزة تنافسية للسلع الأوروبية في الأسواق العالمية مما سيحفز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المختلفة ويقلل من مميزات الاستثمار في أدوات الدين. من جهته أرجع الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح الشلهوب قرار خفض الفائدة الذي اتخذه البنك المركزي الأوروبي إلى وجود كساد في النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو، لذا جاء هذا القرار في محاولة جديدة لضخ سيولة أكثر في السوق، وتحفيزا للمستثمرين لتخفيف استهدافهم الاستثمار في «أدوات الدين» وتشجيعهم على زيادة ضخ الأموال في قنوات الاستثمار الأخرى المكونة لاقتصاد دول منطقة اليورو، متوقعا أن يسهم هذا إلى حد كبير في دفع عجلة الاقتصاد الكلي في منطقة اليورو وهي خطوات مفيدة على المديين القصير والمتوسط. وتوقع أن تتأثر أسعار عملة منطقة اليورو «اليورو» بهذه الخطوات انخفاضا وبشكل واضح وملموس، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض قد يكون مقصودا من قبل مصدري القرارات في البنك المركزي الأوروبي لرفع معدلات التنافسية لمنتجات منطقة اليورو في الأسواق العالمية أمام المنتجات الأخرى وذلك بانخفاض الأسعار وهي أهداف منطقية خصوصا في مثل هذه الظروف التي تمر بها اقتصاديات العالم بشكل عام واقتصاد المنطقة الأوروبية على وجه الخصوص. وقدر الدكتور الشلهوب الآثار التي قد تعود على المملكة بعد اتخاذ هذا القرار بتغيير أسعار الواردات الأوروبية خلال الفترة القريبة القادمة، مرشحا أن تتجه هذه الأسعار نحو الهبوط لغالبية منتجات منطقة اليورو. وأضاف: «ليست أسعار السلع الواردة هي المرشحة للانخفاض فقط، بل سيكون هناك تراجع في تكاليف السياحة على المدى القصير والذي بدأ فعليا خلال هذه الفترة ما سيشجع على زيادة مداخل هذه الدول من قطاع السياحة». وقال الاقتصادي خالد الدوسري: «خفض سعر الفائدة الذي اتخذه البنك المركزي الأوروبي إضافة إلى التيسير الكمي جاء نتيجة مرحلة صعبة يمر بها الاقتصاد الأوروبي جراء الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة ونتائج النمو التي جاءت بمعدلات أقل من المتوقع». وتابع الدوسري: «مشاكل الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا بعد التلميحات التي تكررت بالخروج من منظمة الدول الأوروبية «اليورو» وهو ما سيكون له آثار على اليورو وعلى الجنيه الاسترليني إذا ما حصل وانفصلت بريطانيا عن المنظمة». وأضاف: «هذا التخفيض ستكون له آثار إيجابية على دعم واردات السلع الأوروبية للأسواق العالمية؛ نظرا لأن انخفاض الأسعار المتوقع سيعزز مكانة السلع ويزيد الطلب عليها، وهذا هدف تسعى منظمة الدول الأوروبية إلى تحقيقه وفق سياسات البنك المركزي الداعمة لكل ما يصب في مصلحة اقتصاد منطقة اليورو». وتوقع الدوسري أن يكون هناك انخفاض في سعر اليورو خلال ال 6 أشهر القادمة ليصل إلى أقل من الدولار، مطالبا الوزارة المعنية ذات العلاقة ومنها وزارة التجارة والصناعة بضرورة دراسة الوضع الحالي وإعادة النظر في طرق مراقبة السوق فرغم انخفاض أسعار اليورو خلال الفترة الماضية إلا أننا لم نشهد أي نزول في أسعار السلع الأوروبية بجميع انواعها بما يتناسب مع معدلات التغير في سعر صرف العملة مؤكدا على ان هذا أمر محير. وتابع: «الأمر الوحيد الذي لوحظ وما زلنا نتوقع أن يشهد مزيدا من التأثر هو تكاليف السياحة في منطقة اليورو التي شهدت تراجعا مهما خلال الفترة الماضية». مشيرا إلى ان هناك توقعات بأن تشهد تكاليف السفر لدول منظمة اليورو تراجعا بنسبة 30% الفترة القادمة. .. ويواصل تراجعه عقب اجتماع «المركزي» تراجع اليور أمس الأول، بعد سلسلة من التحركات، التي أثارها اجتماع البنك المركزي الأوروبي، الخميس، وانتهت بتحقيق أكبر مكاسبه في شهر. واتخذ المركزي الأوروبي خطوات جريئة لتيسير السياسة النقدية من بينها توسيع مشترياته من الأصول وخفض أكبر لأسعار الفائدة على الودائع التي كانت دون الصفر بالفعل وهو ما فاق كثيرا توقعات السوق وكان من المفترض أن يضعف اليورو. غير أن تصريحات رئيس البنك، ماريو دراجي، التي قال فيها إنه يتوقع ألا يقدم البنك على مزيد من الخفض لأسعار الفائدة أججت المخاوف من أن يكون المسؤولون في أوروبا واليابان استنفدوا الأفكار الرامية لخفض العملة ورفع التضخم. وبعد صعود اليورو فوق 1.12 دولار، الخميس، تراجعت العملة الأوروبية الموحدة نحو 1 بالمئة إلى 1.1085 دولار في التعاملات الأوروبية المبكرة. وتعافى مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية ليصعد نحو 0.5 بالمئة من أدنى مستوياته في شهر البالغ 95.939 الذي سجله في التعاملات الأمريكية بعدما هبط كثيرا بفعل صعود اليورو.