رأينا دعوة رسمية من البرلمان الأوروبي الى الدول الاعضاء في الاتحاد الى حظر بيع الاسلحة الى المملكة العربية السعودية والذي صوت 359 من اعضاء البرلمان الاوروبي لصالح القرار مقابل معارضة 212 عضواً وامتناع 31. رغم ان القرار غير ملزم على الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأتت الدعوة بسبب ادعاءات تقارير انتهاكات حقوق الانسان في اليمن وأتى تحرك المملكة لتشكيل لجنة للتحقق من صحة هذه الحوادث. ولكن عندما نرى انتهاكات موثقة لإيران وميليشياتها في سوريا والعراق واليمن وانتهاكات تجارب صواريخ باليستية فلا نرى حراكاً من البرلمان الأوروبي! فبعد متابعة سلسلة الاحداث في المنطقة ألاحظ التالي: 1- حسب ما نشر في تقرير الطاقة العالمي (BP Statistical Review of World Energy) ان ايران تمتلك أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم ويقدر ب1201 ترليون قدم مكعب متفوقة على روسيا (1152) وقطر (866) وتصريح مسؤول في الاتحاد الاوروبي انه يمكن لإيران ان تكون مورداً رئيسياً للغاز الطبيعي وتساعد على تقليل اعتماد اعضاء الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي وسعي ايران للانضمام الى مشاريع الطاقة بمنطقة جنوب القوقاز سعياً للوصول بأنابيب الغاز إلى الدول الأوروبية عبر تركيا كمشروع انابيب الغاز Trans-Anatolian (TANAP) الممتده من اذربيجان إلى تركيا. ولهذا لاحظنا بالاسابيع القليلة الماضية تحرك الدبلوماسية الايرانية للمناقشة مع جمهوريات جنوب القوقاز (أرمينيا، أذربيجان، جورجيا) عبر عقود الطاقة واحتمالية ان تقود ايران خطوط انابيب اقليمية اخرى وهكذا تصبح ايران مصدر الطاقة للدول الاوروبية في السنوات القليلة القادمة. 2- ان حلفاء ايران (روسيا والصين) يتعاملون في مبيعات النفط بعملة اليوان الصيني ولكن نرى مطالبات ايران من عملائها بتوقيع العقود والسداد بالعملة الاوروبية وليس الامريكية كما صرح مساعد مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الايرانية مما يعزز العلاقات بينها وبين دول اعضاء الاتحاد الاوروبي. فأوروبا تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين لإيران. لذلك لا نرى تحرك البرلمان الأوروبي لوضع قرارات مماثلة على ايران فإنها تعتبر الشريك الاستراتيجي وطريقا لتعزيز العلاقة بدول اعضاء الاتحاد الاوروبي اقتصادياً وتجارياً فيتجنبون التصادم!.