أكد رئيس مشروع خط الأنابيب «نابوكو» لنقل الغاز من بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا، راينهارد ميتشك، ان حاجة دول الغرب المتزايدة الى الطاقة، قد تفتح الباب أمام تعاون مستقبلي مع إيران للحصول على إنتاجها من الغاز، في حال تبدلت الظروف السياسية الراهنة. وفي مقابلة أجراها معه برنامج «أسواق الشرق الأوسط» على الشبكة التلفزيونية الإخبارية الأميركية «سي إن إن» ليل أمس ونقلها موقعها الإلكتروني، أشار إلى ان أوروبا تتفهم حاجة دول قزوين، وعلى رأسها أذربيجان وتركمانستان لإبقاء علاقتها قوية مع روسيا، محاولاً بذلك التقليل من قلق موسكو حيال المشروع الذي قد يكسر احتكارها لبيع الغاز في السوق الأوروبية، كما أكد التزام العراق بضخ الغاز عبر الخط. ولفت ميتشك إلى أنه تلقى ما وصفها ب «إشارات مؤكدة» من أذربيجان والعراق وتركمانستان الى أن الغاز سيكون متوافراً لخدمة حاجات الأسواق الأوروبية عبر خط أنابيب «نابوكو» الذي وقّع ممثلون عن ست دول عقد إنشائه في اسطنبول قبل أيام. وشدد على عدم ممانعته عزم بعض الدول المصدرة للغاز، خصوصاً أذربيجان وتركمانستان، المشاركة في المشروع وضخ الغاز الى روسيا في الوقت ذاته. ورأى ان دول بحر قزوين سترغب في الحفاظ على علاقاتها المتينة التجارية والصناعية مع روسيا. وتابع ان تلك الدول «ترغب في تنويع صادراتها من الغاز نحو إيرانوروسيا والصين، لكننا على ثقة بوجود حصص مخصصة للسوق الأوروبية». ولدى سؤاله عن معارضة الولاياتالمتحدة مشاركة إيران في المشروع قال ميتشك: «ستُرفع سعة أنابيب نابوكو خلال العقد المقبل، أي بحلول عام 2020، إلى 31 بليون متر مكعب من الغاز، وأنا أظن ان الظروف السياسية ستتبدل بحيث قد تتطور قواعد سياسية تسمح بالتعاون التجاري بين أوروبا وإيران». وأعرب عن ثقته في أن الدول المساهمة في المشروع والاتحاد الأوروبي على حد سواء، لديها رغبة في تأمين 7.9 بليون دولار، لتمويل المشروع. ورحب بخطط موسكو لبناء أنابيب منافسة لنقل الغاز إلى إيطاليا عبر تركيا قائلاً: «حتى لو أخذنا في الاعتبار تراجع الاقتصاد العالمي حالياً، فإن أوروبا ستكون في حاجة إلى 150 - 200 بليون متر مكعب إضافي من الغاز، لذلك فوجود أكثر من خط حاجة أوروبية لتأمين حاجاتها من الطاقة خلال العقدين المقبلين». ويأتي حديث ميتشك بعد أسبوع على توقيع ممثلين عن ست دول في تركيا، اتفاقاً لمد خط «أنابيب نابوكو» الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة الراغبة في تخفيف اعتماد دول الغرب على الغاز الروسي. ومن المقرر ان الخط الذي تبلغ كلفته 11 بليون دولار، يبدأ من أذربيجان ويعبر حدود تركيا الشرقية وصولاً إلى بلغاريا ورومانيا وهنغاريا، ومنها إلى مستودعات كبيرة للتخزين في النمسا. ووقعت ألمانيا بدورها المشروع بصفتها شريكاً، في حين حضرت أذربيجان، التي ستكون المُصدر الأساس للغاز، المراسم من خلال ممثلين عن وزارة الطاقة. وتسيطر روسيا حالياً على خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وسعت منذ فترة إلى استباق مشروع «نابوكو» باقتراح «خط أنابيب الجنوب» المسمى «نورد ستريم» الذي يمر تحت مياه البحر الأسود، وصولاً إلى بلغاريا، وذلك بكلفة تتقاسمها روسيا مع إيطاليا. لكن مشروع «نابوكو» حصل على دعم معنوي قوي في كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما قطعت روسيا إمدادات الغاز عن أوروبا خلال خلافها حول الأسعار مع أوكرانيا. ومقرر ان تبدأ مشاريع بناء الأنابيب بعد جمع الأموال اللازمة، على ألا تبدأ عمليات الضخ قبل عام 2014.