اليوم، الدائرة المحيطة بنا اصبحت عبارة عن أشخاص يمسكون بنا من ياقاتنا قائلين لنا كفى نجاحاً! لا أعني بالنجاح الوصول إلى رتبة أعلى أو الحصول على ترقية في عمل ما فالنجاح أعمق من ذلك. حقيقة أعني بأنك تنجح بأن تكون شخصا مختلفا. بأن تكون شخصاً خرج من حدود تلك الدائرة وتجرد من الاربعين شبيهاً خاصته. حقيقة هؤلاء الاشخاص الذين يدثرون شخصيتك بتُراب كلامهم الغابر ما هم إلا جبناء يخشونك، يخشون اختلافك عنهم وخروجك عن نطاقهم الضيق!. أقرب وأبسط الأمثلة لهذه الفئة هي عند تخرج شخص في الثانوية العامة، بل تحديداً عندما يقدم على اختيار تخصصه وتحديد ميوله. هُنا يبدؤون بكتابة انتقاداتهم على احجار ورجم ذلك المسكين بها حتى يحطموا طموحه، اختياره وأحلامه. أيضاً عندما تكون قارئاً مثلاً، ينعتونك بأنك شخص منعزل تارك ملذات الحياة لتمسك كومة ورق بين يديك! يذكرونك بأمور الدين متناسين أول آية نزلت بالقرآن الكريم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) هل المراد بالآية هنا أن نكون أمة جاهلة؟. أمة تعيش على مقولات أجدادها التي ولى عليها الدهر! لا أظن أن ديننا يحثنا على ذلك، فنحن الآن في زمن الحضارة، زمن التطور والنقاش. أيضاً عندما تكون متفوقاً دراسياً ينهمر عليك الكلام بأنك ممل وبأن الدراسة لا تهم. يحثونك على ترك الحصص والخروج لشرب القهوة، أسمي هذا الشيء بالخبث فإبليس عُرف بخبثه لأنه يحلي الحرام بأعيننا. كذلك هم يسحبونك للأسفل دون أن تشعر. أظن أن ما ذكرته كافٍ لنعي كم يوجد أشخاص مسيرون لا مخيرون من قبل من حولهم دون أن يشعروا!. ليس العيب أن تكون مختلفاً بل العيب فيهم وبعقولهم الفارغة. للناجح الذي وصل للقمة: تشبث بها احمِ أذنيك من الإصغاء لهذه الفئة المحبطة. تجاهل كلام من حولك. ارسم طريقك بنفسك كما تراه جميلاً وسر به وإن وضعوا أحجارهم وأشواكهم فيه. فتخطها دون النظر إليها، تخطهم دون أن تسمع لهم وكن كما تريد أنت فقط.