المنحرف في الفكر الديني تحديداً دائماً ما يكون متبعاً لبعض الناس الذين ظنوا أنهم أخيار، ولأنهم قد يمثلون غالبية ما لديه لأنه لا يحاور غيرهم، وبسبب تغافله عن فهم المسؤولية الفردية للإنسان، يعتقد دائماً أن ما يعتقده ربعه هو عين الصواب في حين أن هذا عكس ما أنذر به الخالق الإنسان الذي يتبع الظن ويجزم به دون مراجعة والله يقول:" إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ? " (36 : يونس). سوف أستعرض ما قاله الخالق سبحانه في دليله الإرشادي للمخلوق الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بلاغ للناس ولينذروا به، لكي يعرف من يسمع كلاماً منحرفاً أنه قد يكون أمام أحد هؤلاء الناس الذين قال الله تعالى عنهم: الناس أنفسهم يظلمون، أكثرهم لا يعلمون و لا يؤمنون، أكثرهم لا يشكرون، لهم مكر في آيات الله، من الناس من يقول أمنا بالله واليوم الآخر وماهم بمؤمنين، منهم من يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية، يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله، أن كثير من الناس لفاسقون، يتبعون الظن، كثير منهم عن آيات الله غافلون، يؤمن أكثرهم بالله وهم مشركون، من الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد ومنهم من غير هدى ولا كتاب منير، قد تختلف أزمان الناس ولكن تتشابه قلوبهم و أفعالهم في كل الأزمان ولا ننسى أن وقود النار من الناس والحجارة. أعتقد أن على كل من يجالس أشخاص يكون لديهم فكر متطرف التعرف على الحقيقة الربانية في الناس حتى لا ينساق خلف بعض الأفكار البشرية التي يعتقد أنها ربانية في حين أن خالقه قد أنذره بأن هنالك كثير من الناس يكذبون في إمانهم وينافقون وقد مارس هذه الأفعال بعضهم أمام سيدي رسول الله والوحي ينزل عليه، ولذلك نجد القرآن والسنة دائماً ما توجه الإنسان بأن يتدبر، يتفكر ليعقل بدلاً من أن يتكل على الآخرين بدون سلطان مبين لأن من الناس من يجادل في الدين من غير هدى أو كتاب منير وكل ما يستند عليه أن فلان من الناس والذي يحسبه المرجع في الدنيا قد أفهمه ما أصبح معتقده ولذلك يتبع تعليماته وينشرها ظنناً أنه سيحتج به عندالله وقد يضحي بنفسه تقرباً لله ظنناً وبفعل مشين لا يرتقي للمجاهدين. هي نصيحة لمراجعة المعتقدات التي تحكم أقوالكم وأفعالكم التي يستنكرها المؤمنون المتقون بما يتوافق مع الهدى والكتاب المنير وما يتفق معه من الأحاديث النبوية الشريفة بعد ما أصبح بعض الحديث يتداول في الفضائيات، المواقع الإلكترونية والهواتف المتحركة بما يخالف منهج القرآن فتفرحون لسماعه إتباعاً للظن وما تهوى أنفسكم متناسين قوله تعالى:"وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ? " (13:الاسراء) عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال - بريطانيا