أصبحت الأعمال التطوعية هدفا لدى كثير من فتيات وطننا المعطاء، فالعطاء في العادة لا يولّد إلا عطاءً، وإكرام الكريم دائماً يعود بالكرم المضاعف.. طالبات الجامعات يتألقن مؤخراً في الأعمال التطوعية بشكل لافت للأنظار – وربما – لثقافة الانترنت والتنافس الشريف الذي تغذيه دور كبير في انتشارها. عائشة عبدالحفيظ سردار طالبة التمريض بالفرقة الرابعة تقيم أعمالاً تطوعية في تخصصها، منها ما قامت به مؤخراً كمبادرة تطوعية في إحدى مدارس الخبر الأهلية للبنات حيث تقلّ نسبة التوعية وتنتشر الحوادث والإصابات في هذه المدارس بشكل عام في كافة انحاء مملكتنا الحبيبة كون أغلب الطالبات في أعمار صغيرة ومراهقة لا تعي المخاطر التي قد تُقدم عليها ولا تتلقى التدريبات الكافية للتعامل مع مثل هذه الحوادث في المنازل أو في المدارس وغيرها. فكرة في البداية تقول عائشة: "جاءتني فكرة الجلسات التوعوية التطوعية في مدارس البنات كوني طالبة سابقة في مثل هذه المدارس، وأننا نفتقد التوعية الكافية التي ترفع مستوى المعلومات والمهارات الاسعافية.. فقررت الاستفادة من دراستي ومعلوماتي لخدمة هذه الشريحة المهمة جداً في المجتمع بأساليب شيقة ومبتكرة وممتعة لإبعاد الرهبة عن الطالبات أثناء تناول الموضوع معهن. مساعدة وتسهيلات حين قررت عائشة تنفيذ مخططها التدريبي تواصلت مع مديرة مدارس اهلية للبنات بالخبر وبعد ذلك تلقت ترحيبها وموافقتها مشكورة بهذه الفكرة بعد أن عرضت لها عائشة أهدافها وما تريد الوصول إليه من هذه الخطوة، فساعدتها الأخيرة على تطبيق هذه المبادرة على شكل جلسات توعوية داخل المدرسة في يومين منفصلين. تخطيط وتنظيم بعد ذلك قامت عائشة برسم خطتها التوعوية بالتفصيل وتنفيذها على شكل جلستين منفصلتين في يومين اثنين، وقررت أن تكون الجلسة الأولى لمنسوبات المدرسة والمعلمات والأخرى لطالبات المرحلة الابتدائية كافة وعددهن 100 طالبة وتمت جميع الجلسات بحضور مديرة المدرسة التي لعبت دوراً كبيراً في معنى التطوير وتقديم كل ما من شأنه رفع مستوى الطالبات والموظفات على حد سواء. الفائدة بالمتعة تقول عائشة: "بعد رسم خطتي التوعوية قررت وضع عنوان "ماذا أفعل في الحالات الطارئة"؟ عنواناً للجلسات وقررت تدعيم الفكرة ببعض المواد المسلية خاصة وأن الفئة المستهدفة في أعمار الطفولة والمرحلة الابتدائية، وبعد أخذ الاذن من أولياء الأمور تم طرح الاسعافات الاولية باستخدام عرض تقديمي، وإتاحة التطبيق العملي للطالبات بأسلوب المحاكاة، وتم توضيح وشرح مكونات حقيبة الاسعافات الأولية عن طريق بعض الألعاب مثل لعبة التصنيف، ثم بعد ذلك تم عمل حقائب إسعافات ورقية.. ووزعت في النهاية الهدايا التذكارية البسيطة المتمثلة بأدوات الاسعافات الأولية وقمت بتصوير الطالبات الصغيرات بلباس الممارس الصحي للتذكار، ومن ثم تم عمل فريق إسعافي بالمدرسة مكون من معلمتين وخمس طالبات وتعيين مشرفة النشاط مسؤولة عنه حيث تقوم بتبديل التلميذات أسبوعياً لإتاحة الفرصة للجميع المشاركة في الفريق الإسعافي". أهمية المبادرة وتضيف عائشة بقولها: نعي جميعاً افتقاد المدارس – وخاصة مدارس البنات – لدورات منظمة ومتجددة في الاسعافات الأولية والانقاذ وحتى اخلاء الحرائق، ورغم وجود مثل هذه الحملات التوعوية مؤخراً إلا أنها ليست بالكافية، خاصة في المدارس الحكومية وهذا ما جعلني أفكر في المساهمة ولو بشكل بسيط في رفع مستوى الاستعداد للحالات الطارئة بمثل هذه المبادرة وفتح الباب لمثل هذه المبادرات، ورغم معرفتنا جميعاً أن الهلال الأحمر السعودي يوفر دورات مجانية معتمدة لتعليم مبادئ الاسعافات الأولية في القسم النسائي إلا أن الحضور وتنظيم مثل هذه الدورات في المدارس أفضل وأكثر فاعلية. حادثة طارئة أثناء الزيارة وتنظيم العمل في المدرسة واجهت عائشة حالة طارئة حيث تعرضت طالبة في الصف الأول الابتدائي لحادثة سقوط وإصابة بجرح نازف في الرأس وقد تم إسعافها مباشرة وطمأنة والدتها عبر الهاتف ولله الحمد مما رفع أهمية المبادرة أمام الموظفات والطالبات على حد سواء. دعوة للتطوع "ترددت كثيراً قبل التواصل مع الإعلام بخصوص ما قمت به، خاصة وأن الفكرة السائدة عن الأعمال التطوعية أن تتم بالسر لئلا تفقد بريقها وأجرها باذن الله، إلا أني قررت بعد ذلك أن أنشر مبادرتي بالتفصيل وذلك تشجيعاً للتنافس المحمود ولكي لا تتردد أي طالبة جامعية في المساهمة برفع مستوى الوعي في مجتمعنا ولا ترضخ للكسل أو العقبات التي تواجهها في بداية أي مبادرة تطوعية، كما أدعو الجهات المسؤولة ان تسهل اتمام مثل هذه المبادرات التطوعية المهمة".. بهذه العبارات اختتمت عائشة حديثها ل "اليوم" متمنية استمرار الخير والسلامة للجميع في هذا الوطن الغالي. الأساليب التوعوية تضمنت كيفية التصرف مع الحالات الطارئة