قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي فرانسوا فيليروي ديجالوا إن الانكماش هو الخطر الرئيس الذي يواجه منطقة اليورو، ما يؤكد على مخاوف صناع السياسة المتزايدة حيال انحسار الضغط على الأسعار. قال فيليروي ديجالوا في نص المقابلة التي أجريت معه من قبل صحيفة فرانكفورتر ألجيمينه والتي قدمها مكتبه يوم الأحد: "إذا نظرنا إلى أوروبا في الوقت الحاضر، فإن الخطر الذي نواجهه دون أدنى شك هو الانكماش وليس التضخم". ربما انخفض معدل التضخم في منطقة اليورو ليعود إلى الصفر مرة أخرى هذا الشهر، وفقا لاستطلاع أجرته بلومبيرج، ما ينهي التشغيل القصير لمكاسب الأسعار ويضيف صفة الاستعجال لمراجعة البنك المركزي الأوروبي لبرامجه المتعلقة بالتحفيز. وتتبع توقعات الركود التي قدمها خبراء الاقتصاد زيادة نسبتها 0.3 بالمائة في الأسعار الاستهلاكية في شهر يناير. قد لا ينتهي التدهور هذا الشهر، مع قول صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي إن انخفاض تكاليف النفط يعني أن انخفاضات الأسعار أمر وارد خلال الأشهر المقبلة. والقراءة الأولى للتضخم الحاصل في شهر فبراير في منطقة اليورو سوف يتم نشره يوم الاثنين. عجز التضخم في منطقة اليورو (التي تضم 19 بلدا) عن تحقيق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغة نسبته أقل من 2 بالمائة تقريبا لمدة 3 سنوات تقريبا، ما أثار المخاوف بأن هذا سوف يؤثر في الأجور ويقوض استعداد المستهلكين للإنفاق. إزاء هذه الخلفية، ربما سيقوم مجلس الإدارة بخفض توقعات التضخم في اجتماعه المقبل في العاشر من مارس وتخفيف السياسة النقدية مرة أخرى. إنه ليس فقط التضخم الرئيس الآخذ بالتضاعف. ربما تراجع نمو الأسعار الأساسي، الذي يستثني أسعار الطعام والطاقة المتقلبة، إلى نسبة 0.9 بالمائة في فبراير من أصل نسبة 1 بالمائة في يناير، وفقا لاستطلاع بلومبيرج. قال فيليروي ديجالوا للصحيفة الألمانية: "إن أسعار النفط وأسعار المواد الخام هي المحركات الرئيسة لانخفاض معدلات التضخم. لكن إذا كان لأسعار الطاقة المنخفضة آثار مستدامة طويلة الأجل، يتعين علينا حينها التصرف. يبدو أن هذه هي الحال، لكن سنرى ما سيحدث في مارس". استغل فيليروي داجالوا، الذي حصل على منصبه في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي عندما أصبح محافظا لبنك فرنسا في شهر نوفمبر، المقابلة للتعبير عن تعاطفه مع المخاوف المنتشرة في ألمانيا حيال برنامج شراء الأصول الخاص بالبنك المركزي الأوروبي، في الوقت الذي يوضح فيه سبب احتياجنا للسياسة التي تعرف ببرنامج التسهيل الكمي. قال: "نحن نقوم بذلك لأنه مفيد وغير خطير. ينبغي عليك النظر إلى البنوك المركزية الأخرى المنتشرة في العالم. حيث إن - اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة - كلها قامت بشراء سندات حكومية قبل البنك المركزي الأوروبي. هذا أمر مهم لأن بعض الناس في ألمانيا يرون برنامج التسهيل الكمي على أنه خيال أوروبي فرنسي إيطالي. لكنه ليس كذلك". يتوقع 21 من خبراء الاقتصاد ال47 الذين شملهم استطلاع بلومبيرج بأن يصل المعدل في منطقة اليورو إلى ما دون الصفر في شهر فبراير. ويتوقع بنك جولدمان ساكس رقما نسبته 0.1 بالمائة ويتوقع بأنه قد ينخفض أكثر ليصل إلى سالب 0.6 بالمائة في الأشهر المقبلة. للبدء في انتعاش في التضخم، خفض البنك المركزي بالفعل فائدة الإيداع لديه إلى سالب 0.3 بالمائة ويقوم بضخ 60 مليار يورو (66 مليار دولار) شهريا إلى الاقتصاد عبر مشتريات الأصول.