أعظم نعمة منَّ الله بها علينا هي نعمة الإسلام تليها أداء العبادات تليها «الأم والأب» الوالدان هما جنة الدنيا وسعادتها وروحها وقوَّتها أيضاً وإرضاؤهما يعني إرضاء الله العظيم المجيب، مجرد النظر إلى الأم والأب بجانبك يوطن السعادة بقلبك بل ويجعل السعادة قرينة قلبك. حنان الأم وحبها هو علاج الهم والغم والقلق وعلاج الأجساد المعلولة أيضا، لا يوازي حنان الأم شيئاً لأنه خارج من قلبٍ صادق يحبك أكثر مما تُحبه أنت حب الأب وعطفه يُعطيك قوة وأملا بالله ثم بالحياة وهو معنى الحب الحقيقي وهو مشترك بين الأب والأم.. فالأب يشقى ويتعب لأجلك، نعم بل ويتمنى أن يتفوق عليه ابنه في جميع أمور حياته! هل هناك أكثر من هذا الحب والعطف، هل هناك أكثر من هذه النعمة التي تعيشها الآن وأنت بجانب أمك وأبيك، نعم، الدنيا لها جنة غفل عنها الغافلون وأدركها الأذكياء وهي الأم والأب، أرجوك لتنعم بنعيم جنة الدنيا كن ابناً لهم لكن بمرتبة خادم ذليل لهم. ما أجمل الذلة عندما تكون تحت أقدام الوالدين هي ليست إذلال حقيقة هي رفعة وفوز في الآخرة وقبلها دنيوية. حاول أن يكون عملك ليس لكسب المال أو لتطوير المهارات بل اجعله هدية لأمك ولأبيك قد تتساءل كيف أجعله هدية؟! نعم تجعل عملك رائعا مذهلاً لتدخل الفخر والفرح لقلب والديك لو كانت الدنيا فقط صلاة وأداء العبادات التي أمرنا الله بها ثم خدمة والدينا ورعايتهم لكانت السعادة هي عنوان حياتنا. اجعل لوالديك أولوية مطلقة في أمورك الدنيوية لأن لا شيء يستحق أن تُقدمه على والديك إن عاتبوك وعاملوك بقسوة «وهذا نادر» فاقترب منهم أكثر وعاملهم أكثر مما كنت تعاملهم لأنك تنفذ أمر الله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَك الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لهُمَآ أُفٍّ ولاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا». هل تعلم كم مرة أوصانا الله في كتابه الكريم بوالدينا إحسانَا، 7 مرات يوصينا الله ببرهم وطاعتهم بإحسان في غير معصيته. وهي في سورة البقرة والنساء والأنعام والإسراء والعنكبوت ولقمان والأحقاف ونوح. ختاماً: النعم لا تدوم إلا بالحمد والشكر لله العظيم المجيب ثم بالمحافظة عليها.. والداك نعمة عظيمة جداً لا تُقدر بثمن ولا تُقدر بنعيم الدنيا كلها.. فكن ممن يستحق هذه النعمة.