ألمَّت بنا المخاطر، وتكالبت علينا الأمم، ولسنا بقلةٍ في العدد، فنحن أمة المليار مسلم، ولكن غلب علينا الوهن والاختلاف والفرقة والشكوك، فلا وحدة إسلامية تجمعنا، ولا عدةً أعددناها نواجه بها أعداءنا، ولا تخطيط لمستقبل نهضتنا ووحدتنا، ولا تنظيم لموارد بلداننا، والاتجاهات السياسية مختلفة، والتعاون والتبادل الاقتصادي بين دولنا الإسلامية ضعيف، والتدخلات في شئون بلداننا من الغرب والشرق محكم وقوي، فهم الموجهون لسياساتنا واقتصادنا ويؤثرون في قيم ومبادئ شعوبنا، وهذا يذكرنا بقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلةٍ نحن يومئذ، قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت). إن ما جرى ويجري للمسلمين في بورما والصين وأفريقيا الوسطى، وبعض بلداننا العربية كالأحواز والعراق وسوريا وليبيا واليمن، وقبل ذلك في فلسطين، ليندى له الجبين، وتدمع له الأعين، وتقشعر منه الجلود، وتئن له القلوب، فكم نرى ونسمع من أحداثٍ شنيعةٍ تحدث لهم من تعذيب وقتل، غير آبهين بالأنفس والدماء، وتنوعت لديهم آلة القتل وأنواع ووسائل التعذيب، فتارةً بالحرق أحياءً، وتارةً بالذبح، وتارةً بالجلد والضرب حتى الموت، بأيدي أعداء الإسلام، وفي بعض الأقطار الإسلامية بأيدي أبناء المسلمين من جهلةٍ ومجرمين انضموا لتنظيماتٍ اتخذت من الإسلام اسمه مثل (المليشيات الصفوية وداعش والقاعدة)، والتي وجهت عداءها لأبناء المسلمين وأذاقتهم ويلات أفعالها. كان قرار عاصفة الحزم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، لنصرة إخواننا في اليمن، وبتحالفٍ عربي، قراراً شجاعاً وحكيماً، وأثلج صدور المسلمين شرقاً وغرباً، ورفع همتهم، وزاد في تفاؤلهم، وعلقوا آمالهم بالله سبحانه ثم ب سلمان الحزم وفقه الله وأعانه ودعمه وكل من وافق نهجه، لاستكمال نصرة المسلمين في كل مكان، ودعم قضاياهم، ورفع الظلم عنهم. فاضطررنا كشعوب لنقول كلمةً بعد رؤيتنا للأحداث وما رأيناه من كثرة العدد وقلة الإعداد، وتخاذل البعض، لكل من طالهم القتل والتعذيب من أبناء المسلمين: (آسف فنحن غثاء السيل)، ولكن تجددت آمالنا، واعتلت هممنا، وزادت عزيمتنا بوجود قيادة ترجو وتأمل وتعمل على وحدة المسلمين وتهتم لقضاياهم، كما أننا لن نيأس، فالله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تقنطوا من رحمة الله)، فلن نقنط و(لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً).