أشار مختصون في متابعة الأحوال الجوية، إلى وجود فرص هطول أمطار خفيفة اليوم، تشمل عددا من مناطق السعودية، وفي أجزاء من الساحل الشرقي ومنطقة الخليج العربي، متواصلة إلى الاسبوع المقبل إن شاء الله. وترافق حالة عدم الاستقرار الجوي امتداد المنخفض المتوسطي، الذي تعمق في اجواء بلاد الشام ومصر أمس، مؤديا إلى تشكل السحب في مساحات واسعة، وهبوب العواصف الغبارية، وسط توقعات أن يتبع الحالة انخفاض نسبي في درجات الحرارة، تزامنا مع دخول جبهة هوائية تميل للبرودة نسبيا، لفترة وجيزة، وذلك خلال الأيام التي تتكرر موسميا وتعرف ب (بياع الخبل عباته)، كناية عن مباغتة البرد رغم نهاية فصل الشتاء، وفقاً للرواية المأثورة في بعض تفاصيل حساب الأنواء وما يصاحبها من تقلبات جوية. يعقب ذلك الارتفاع مجددا فيتحول الطقس الى دفء ملحوظ، وتكون الاجواء ربيعية معتدلة غالبا، كما تسجل الحرارة ليلا في حواضر الدمام حاليا أقل من معدلها السنوي بمتوسط 15 درجة، وتظل السماء غائمة جزئيا، وتزداد فرصة الامطار بمشيئة الله تعالى اليوم وخلال ثلاثة أيام قادمة، الذي يتضح بمؤشر خرائط الطقس وصور الاقمار الاصطناعية، في حين تبلغ ذروتها غدا السبت، مع نشاط متفاوت للرياح السطحية في اتجاهات جنوبية وجنوبية شرقية، مثيرة للأتربة والغبار في الاماكن المكشوفة، وتؤدي لانخفاض مدى الرؤية الافقية بشكل حاد على الطرق البرية خصوصا. كما يتوقع ان تتأثر منطقة الرياض بحالة جوية غير مستقرة اليوم الجمعة تكون متوسطة الشدة، بعد ان شهدت المنطقة موجات من الغبار يوم أمس، وتواجدا للسحب المتوسطة والعالية، ويحتمل تساقط زخات الامطار الرعدية على انحاء متفرقة، وتبدأ الحالة في الاشتداد خلال 24 ساعة القادمة ان شاء الله، حيث ترتفع نسب الرطوبة في مختلف الطبقات الجوية، مع بقاء درجات الحرارة السطحية مرتفعة، حيث يتدفق هواء بارد عبر الطبقات العليا من الجو، الذي يساهم على توافر المزيد من فرص الهطولات. وفي التوقعات أيضا تكون احتمالات الأمطار في مناطق المدينة النبوية والقصيم وحائل ومكة المكرمة وحفرالباطن، ويتضح ان حالة عدم الاستقرار تكون بسبب أخدود هوائي بارد في طبقات الجو العليا فوق البحر الابيض المتوسط، الذي بدأ يتحرك شرقاً امس نحو شمال غرب وشمال وشرق المملكة ودول الخليج العربي لاحقا. وبحسب مختص المناخ والفلك، الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك بجامعة القصيم، فإن فترة المنخفضات الجوية المسماة بالخماسين، تكون عادة خلال شهر مارس، ومن خصائصها أنها تحرك الرياح الجنوبية الحارة والجافة، في مقدمة المنخفضات المتوسطية العابرة، حيث تنشط الرياح السطحية المؤدية إلى العواصف الرملية. فيما تكون أمطار مارس وأبريل، رعدية مصحوبة بالبرد أحياناً، وذلك لظروف الأجواء الدافئة نسبياً، بالإضافة الى الفروقات الحرارية البينية بين السطح والعلو، وإحصائياً يعد فصل الربيع، الأكثر حدوثاً للعواصف الغبارية طيلة العام. وأوضح أنه مع قدوم أي (منخفض جوي) حركي جديد، تسود حالة تسمى (عدم استقرار جوي) تؤثر على منطقة الشرق الأوسط، وينشأ المنخفض بمشيئة الله تعالى فوق المحيط الأطلسي وأحياناً فوق البحر المتوسط، ويأخذ هيئة وشكلاً معيناً إذ يتكون جرم المنخفض من مركز، يتصف بانخفاض الضغط الجوي مقارنة بما حوله. كما تتكون للمنخفض جبهتان الأولى، الجبهة الدافئة في مقدمة المنخفض والثانية، الجبهة الباردة في نهايته، والباردة عادة هي الأسرع والأقوى، وبمشيئة الله فإنه عندما يحدث اصطدام بين الكتل الهوائية، يتم الاندفاع دون تمازج، فتتكون المنخفضات الجوية ومعها الجبهات (الباردة والدافئة)، فيصبح الجو في حالة عدم استقرار، وقد يبلغ عرض المنخفض مئات الكيلومترات، وغالباً ما يعبر أجواء المملكة خلال 24 ساعة فقط. وبرأي الدكتور المسند، أن (المنخفض الجوي) يمثل انخفاضا في قيم الضغط الجوي ويحدث لأسباب، منها تصادم بين كتل ذات خصائص فيزيائية مختلفة، وفي بيئة المنخفضات تتشكل السحب إذا كان الهواء يحمل رطوبة كافية مع توافر أخاديد علوية باردة، والطقس المصاحب للمنخفض، يتميز عادة بعدم الاستقرار. في حين أن الرياح تدور على المنخفض بعكس عقارب الساعة، والمنخفضات الجوية منها الحراري مثل منخفض الهند الموسمي ومنخفض البحر الأحمر، ومنخفضات حركية مصحوبة بجبهتين دافئة وباردة، وهذه غالبا تكون قادمة من ممر البحر الأبيض المتوسط، والجبهة الدافئة تأتِ في مقدمة المنخفضات الجوية، وتجلب معها الرياح الجنوبية الشرقية ثم الجنوبية ثم الجنوبية الغربية والدفء، فإذا كانت الرطوبة متوفرة، ظهرت السحب المتوسطة ثم المنخفضة، وقد تجلب الأمطار بإذن الله تعالى. فيما تكون الجبهة الباردة أنشط من الدافئة، وعند قدومها يصاحبها هواء نشط وبارد وسحب كثيفة ومطر، وربما عواصف رعدية وتثير الغبار الكثيف بقدر قوة عمق المنخفض الجوي، ويعقب المنخفض الجوي مرتفع جوي، وهو ارتفاع في قيم الضغط جراء انضغاط الهواء من أعلى طبقة الغلاف الجوي (الهواء الكثيف). والطقس المصاحب للمرتفع ، يتميز باستقرار جوي في المنطقة ، والرياح التي تنطلق منه تكون باتجاه عقارب الساعة، وطبقاً لتحليلات المعطيات المناخية الرقمية للمملكة، فإنها تشير إلى أن أشد العواصف الرملية وأكثرها تكراراً، تحدث بفصل الربيع من كل عام، مرورا بالفترة الانتقالية الحركية النشطة بين فصلي الشتاء والصيف.