تنفذ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مجموعة من البرامج والدورات التدريبية المتنوعة؛ لتطوير أداء منسوبيها من الأئمة، والخطباء، والمؤذنين، والدعاة، والرفع من مستواهم في مختلف الجوانب المتعلقة بالمهام، والوظائف الشرعية والتوجيهية المناطة بهم تجاه بيوت الله، وجموع المصلين. وأكد الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن تأهيل الخطيب والإمام، والداعية، والمؤذن، وتقوية مهاراتهم، وتأصيل علومهم الشرعية من الأساسيات؛ ليؤدي كل واحد منهم عمله ووظيفته الشرعية على خير وجه وبأفضل أداء. وتحرص الوزارة، ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد ومعهد الأئمة والخطباء، بالتعاون مع فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة، على تنفيذ برامج ودورات تدريبية وتطويرية لمنسوبي المساجد والجوامع بصفة مستمرة، بتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، ومتابعة معالي النائب الدكتور توفيق السديري. وفي هذا السياق، نظمت الوزارة مؤخرا ثلاث دورات تدريبية في مناطق الرياض، ومكةالمكرمة، وتبوك، لمنسوبي المساجد في مجالات العرض، والإلقاء، والخطابة. وفي حديث لعدد من الخطباء، والأئمة، والدعاة ممن شاركوا وحضروا تلك البرامج والدورات، أجمعوا على أهمية الدورات والبرامج التي تنفذها الوزارة بين وقت وآخر، والتي كان لها الأثر الكبير في إثراء مهارات الخطباء، والدعاة، منوهين بتلك الجهود الحثيثة التي وصفوها بالرائدة والمهمة في زمن تتسارع فيه الأحداث، ويحتاج الخطباء والدعاة فيه إلى مواكبة التغيرات والوصول إلى الهدف المأمول، من خلال الإلقاء المؤثر والطرح البنَّاء؛ لمعالجة السلوكيات الخاطئة في المجتمع وتعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال المنبر. ففي البداية، أشاد مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة، سعيد المالكي، بالدورة التدريبية التي نفذت في محافظة جدة، مؤكداً أنها كانت متميزة وذات فوائد عديدة، استفاد منها المشاركون، حيث تضمنت محاور مهمة في مهارات الخطابة والإلقاء المؤثر، وركزت على الجانب الأدائي والتطبيقي العملي، ما كان له الأثر الملموس على كافة المشاركين من الأئمة والدعاة. من جانبه، وصف الداعية بفرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة راجح بن سلطان البقمي الدورة بأنها متميزة ونوعية، مشيداً بالمشاركات الفاعلة من الأئمة والخطباء، مؤكدا أن مثل هذه الدورات تنمي وتطور من إلقاء الدعاة وتأثيرهم في المتلقين. وفي ذات السياق، قال إمام وخطيب جامع الهاشم بحي الحرزات بجدة حسن يحيى العسيري: شاركتُ كما شارك غيري من الزملاء في دورات سابقة، لكن لاحظتُ كما لاحظ الزملاء أن هذه الدورة تدريبية تطبيقية أكثر منها تنظيرية تثقيفية، مبيناً أن هذا ما يطمح إليه الخطباء والدعاة؛ لأن الخطيب يمكنه بسهولة - لاسيما في هذا العصر عصر التقنية الحديثة الفائقة - تحصيل المعلومات من مصادرها، ولكنه بحاجة أهم إلى تطوير أدائه الخطابي وإلقائه الدعوي، مشيداً بما وجده من تفعيل للأداء الخطابي في هذه الدورة، وبهذه البصمة الإيجابية التي لاحظناها، وقال: إننا نتطلع إلى المزيد في الدورات القادمة. وأضاف العسيري: إن الوزارة تحرص كل الحرص على تطوير كافة مرافقها، بحيث تواكب العصر، كما تعتني بموظفيها ومنسوبيها من أئمة، وخطباء، ودعاة؛ لرفع مستواهم وتزويدهم بما يتلاءم والتطور العصري الهائل، وتفعيل مهاراتهم وتطوير قدراتهم، ما يعود بالنفع العظيم على الفرد والمجتمع، في سبيل الرقي والازدهار دينياً ودنيوياً. ومن دورة تبوك، قال إمام وخطيب جامع السريع بمدينة تبوك الشيخ عصام بن علي السريع: إن جهود الوزارة في مجال تطوير أداء الأئمة والخطباء والدعاة جهود تشكر، منوها بالتوجيه المستمر والمتابعة المتواصلة من لدن معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ؛ لأن الخطباء والدعاة والأئمة هم المناط بهم نشر الدعوة والحكمة لعموم المسلمين في هذه البلاد وفي خارجها، مؤملاً أن تمتد أيام الدورة لتصل إلى أسبوع أو أسبوعين؛ لمزيد من التمكن؛ ولا عجب فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.