الكثير من اللافتات العلمية الحضارية التقدمية تطل علينا بمظهر الثقافة الراقية في موضوع حماية البيئة، وكم من مواطن جزاه الله خيرا شارك في حماية أشجار المانجروف بالساحل الشرقي ومن قام بتنظيف الشواطئ والمدن على السواء، وحكاية المواد الملونة التي أفرغت لتعانق مياه الخليج ورفع الأنقاض من مواقع كثر، إلا أن اللافت والمؤلم حقا أن الكثيرين يمرون عرضا وكأن الموضوع لا يعنيهم في شيء والواجب والأولى أن يبتكر أو يختار كل مواطن ما يجعله مشاركا إن لم يتمكن من العمل بيده فيقدم لهؤلاء المواطنين الصالحين بعضا من الماء أو الطعام أو يساعد بمركبته أو حتى حضوريا ولو لمشاهدة العمل الجماعي، فذلك يرفع المعنويات للذين يتكبدون المشاق لتحسين البيئة ويزيل الشعور بالتعب لديهم كما يمكن تقديم هدايا تذكارية يكتب فيها اسم المشروع والمنطقة، ويمكن أن تكون درعا تذكارية للمجموعة أو أشياء صغيرة لا تخرج عن موضوع تذكر المناسبة، والأهم من ذلك كله بل هو لب الموضوع ألا يشارك أى فرد سلبا ليكون جزءا من الكارثة ويساعد في خلقها علما أو جهلا، كأن يتخلص مما لا يحتاجه في مياه البحر أو مصرف المياه أو حتى الأرض الفراغ، وكل مصطاف على البحر تستفزه زجاجات وعلب وكراتين تطفو على الماء تتقدم وتتأخر حسب حركة الموج، وهناك أشياء أكبر حجما وأخرى ربما لا نراها ولكن يلتقطها صائدو الأسماك، والشيء نفسه ينطبق على الأراضي الفراغ وجميعها دون استثناء أصبحت مكبات للنفايات والخردة بأشكالها، وهي بيئة صالحة للحيوانات الضالة والحشرات والتى بدورها مفسدة للبيئة، وكم هو مخز ونقول يا للعار حين نشاهد منظرا مألوفا أن تقوم بعض السيارات التى تنقل محتويات البيارات والمجاري وهي كالكلاب الضالة تفرغ ما في بطونها في أي مكان تشعر انه بعيد عن الرقابة بحرا كان أو يابسة، وهناك من يفعلون عكس النظرية فهم لا يصبون ولا يفرغون فهم أكثر طمعا ويأخذون الأرض نفسها تنمرا، وكم من رمال حملت حتى إلى خارج الوطن ونسأل الله العفو والعافية، وعجبي من الذين تفننوا في غرف رمال طريق المطار بكل أنواع المغارف بلا وازع ديني ولا وطني ولا استحياء من كل رايح أو غادي من المطار والحقيقة بعض التعريف عن تلوث البيئة ربما يكون أكثر إيجابا أو يجعل البعض يحجم عن التلويث، فالبيئة هي كل ما هو خارج عن كيان الإنسان أي كل ما يحيط به من موجودات من هواء يتنفسه وماء يشربه والأرض التي يسكن عليها ويزرعها، وما يحيط به من كائنات حية أو من جماد فهي عناصر البيئة التي يعيش فيها، وهي الإطار الذي يمارس فيه نشاطاته المختلفة، وأهم ما يميز البيئة كطبيعة هو التوازن الدقيق ومن أصغر الكائنات من أحياء وجمادات لكل دور يؤديه في منظومة البيئة وبين عناصرها ككل، ولم يخلق الله شيئا بلا معنى ولكنا نجهل والكائنات بصفة عامة متجانسة حتى في المكافحة الطبيعية وإن حدث أي تغيير من نوع ما في البيئة فقد تتلافى الظروف الطبيعية آثار التغيير بعد مدة، ونرى ذلك في تجدد الأشجار ونباتها بعد حرائق الغابات وهو ما يسمى بالتوازن البيئي وكل شيء خلق بقدر إلا أن الإنسان يبدل كل ما هو موجود، والأضرار التي يسببها الإنسان وتسبب بالتالي اضرارا لصحته وبقية الكائنات الحية فذلك ما يسمى بالتلوث البيئي وانواعه واشكاله كثيرة ومتشعبة ومتداخلة أحيانا، وللمناسبة هذا التدخل من الإنسان غير مرغوب فيه لأن مساوئه تأتي ولو بعد حين وقد أبى الإنسان إلا أن يلوث أو يدمر، وشاء أو أبى فسيصله طرف السوط لأن دورة الطبيعة تحكم تناول الأشياء، فإذا علمنا ان عوادم السيارات والمعدات والمصانع والتفاعلات الكيميائية وتصاعد الأبخرة الفاسدة المختلفة واستعمال المبيدات الحشرية المفرط في الزراعة تعود لنفس الدورة مع الأمطار، فيشربها الإنسان مباشرة أو تنتقل من النبات إلى الإنسان والحيوان ومن الحيوان للإنسان وتلوث الهواء وتلوث المياه، وأيضا تلوث التربة، علينا أن نرسخ ثقافة المحافظة علي البيئة حتى بالثواب والعقاب فكثير من الدول تمنع الأضرار وتحدد الغرامات وتحرر المخالفات حتى رمي عقب السيجارة من نافذة السيارة له أضراره وقد يسبب حريقا لسيارة تسرب وقودا أو تدخل من نافذة أخرى، فعلينا جميعا أن نلتزم ونبدأ بوضع مخلفاتنا فى الأماكن المخصصة لها من حاويات وخلافه وتجمل الصورة وتحلو إذا رفعنا مخلفات وأشياء رماها آخرون لا تخصنا، ولكن من أجل مدينتنا ومحافظتنا ووطننا ويا حبذا لو يتم ذلك حسب التصنيف في حاويات الورق والبلاستيك والزجاج وغيره وبس.