رأيت (دبي) قصائد شعر.. الشعراء لا يفعلون.. لكنهم يقولون.. (دبي) استثناء.. تفعل ما تقول.. (دبي ) مسرح للإحساس والعطاء.. (دبي) نظم قوة شعر العلماء.. (دبي) موسوعة العالم.. آدابه وفنونه.. تقنياته ونظرياته.. (دبي) ملحمة التحدي والإصغاء.. للحداثة وللمستقبل.. للأجيال القادمة.. (دبي) بيت التقنية.. عرين الحضارة الرقمية.. حديقة تطلعات المستقبل الأفضل.. تجاوزت (دبي) تاريخ حضارة الرمق الأخير. (دبي) لا تنام.. لكنها تحلم.. تتحدث بلغة يعرفها الجميع.. يطرب لها الجميع.. (دبي) مقصد الشعوب.. إليها يحنّون ويأتون.. (دبي) معمل الإنجازات.. والتطلعات الإنسانية.. أحلام بدون حدود.. رؤية تحققت.. بكل جهود العالم.. بكل علمه.. بكل فلسفاته.. بكل تقنياته.. بكل تحديه وانتصاراته ونجاحاته.. مثل القصائد تأتي كشلال حياة.. تتحول إلى عطاء إنساني للجميع. أيام محدودة.. ساعات محدودة.. حالت دون زيارة كل بقاع (دبي).. رأيت جسما مكتنزا بالصحة والعافية.. تنمية الرؤية السليمة.. تغطي كل جوانب الحياة ومتطلباتها.. وعليك أن تقيس على ما تشاهد.. وتحكم على وضع الغائب بما تشاهد.. غابت عني أشياء في (دبي).. عامل الوقت هو التحدي الحقيقي للإنسان.. تجرعت مرارة تحديه.. أتعمد تكرار بعض الكلمات.. (دبي) مكتنزة بصنوف الإتقان والجودة.. كل شيء في دبي.. بحاجة إلى زيارة خاصة.. شلالات العطاء قطرات.. تشكل جسم الشلال.. هل تستطيعون أن تحصوها.. في شلالات إنجاز جودة (دبي).. وفي نسيج إتقانها؟! هل انتهت أسطورة القصائد العربية المعلقة في سوق عكاظ؟! هل انتهت قصائد أمريكا الجنوبية.. بكل تراثها وثقافتها وألوانها؟! هل انتهت افريقيا.. بكل تضاريسها ورقصاتها؟! هل توقفت حضارة أعواد الخشب الدافئ؟! هل انتهت حضارة الطين والفخار؟! هل انتهت قبائل أوروبا وتلاشت؟! هل تهدمت قلاع الماضي؟! هل أصبحت الحياة صورا جديدة؟! (دبي) لا تحطم الماضي وتهدمه.. لكن تجعل منه مقارنة لصالحها.. عالم (دبي) يجعل من الدنيا بأسرها (دبي).. حاضنة الجميع.. حاضنة الثقافة والتاريخ.. في الرؤية العربية وثقافتها.. (دبي) في جمال القمر.. (دبي) في لمعان نجم سهيل العربي في سماه. ترى النّاس تمشي في (دبي).. لا تدري الى أين هم ماضون.. مثلي نبحث عن جديد.. لا تنتهي طرقاته ومسالكه.. كل فرد صياغة جديدة في (دبي).. تراه أمامك.. ولا تجده فيك.. لا نهايات للملاحظة في (دبي).. كلها بدايات.. لا نهايات لطرقات انجازها.. لا نهايات لأحلامها.. نبع رؤية تتدفق عطاء.. نبع رؤية تراها في جميع نقش الوجوه.. حتى البشر.. أصبحو جزءا من جمال الرؤية.. وعطائها ونجاحها.. جزءا من توليفة حياتها.. جزءا من ايقاع أيامها ولياليها.. حتى مظهري.. وشعري الأبيض النافر.. شوقا للحياة.. كان جزءا من مسرحية زيارتي.. جزءا من رؤيتي في (دبي).. حتى أحفادي الصغار.. حولي.. جعلت لهم (دبي) أدوارا.. في مسرحية المتعة. وقفت مع أحفادي في الأدغال الأفريقية.. بالقرية العالمية.. أدهشني الشاب الأفريقي.. طلبت منه منسوجا افريقيا.. لتغطية شعري.. صاح بكل حماس.. يمتدحه.. أعلن لمن حولي.. أنه الشعر الأجمل والمميز.. نادى بعدم تغطيته.. جعلني افتخر به وأمضي.. فهل سمعتم بمن يفتخر بشعره الأبيض كإنجاز؟! دبي فعلتها.. وهنا تتأكد أهمية وظيفة الإتقان والجودة.. لا شيء مستبعد.. لا تجاهل.. لا اقصاء.. لا تقاعس.. لكن توظيف لكل شيء يعيش في (دبي).. لصالح (دبي) وضيوفها.. الكل يستمتع.. حتى (دبي) المدينة.. والمكان.. والزمان.. حتى الليل في (دبي) أشبه بالندى.. قطرات هنا وهناك.. ليل ليس له ظلام.. نغم حياة.. فوح طيبها لا يتوقف.. «بنّته» تنقلك إلى عالم التخيل والخيال.. أعادت (دبي) للدنيا حديث السندباد. في القسم الافريقي.. تستقبلك الطيبة.. والتراث الإفريقي وطقوسه.. وضعت إحداهن سوارة جلدية.. في معصمي.. اختارتها بعناية.. أعجبتني.. ثبتتها بأناملها السمراء.. شرحت كيف أتعامل معها.. بجانبي حفيدي.. يرقب المشهد ويبتسم.. سجل لنفسه موقفا.. لن ينساه.. بقيت أحمل الاسوارة الجلدية في معصمي.. فخور بها وبنفسي.. وبأفريقيا التي سامحت.. وتناست.. وغيرت عجين طغيان البشر.. وعنصريتهم.. وظلمهم إلى عدالة. نزعت الساعة.. لأعطي لافريقيا.. في معصمي.. مكانا للفرح والبهجة.. ظل كذلك حتى في ساعات نومي القليلة.. وجدته شيئا مميزا.. ومقبولا في (دبي).. اتخذته تذكارا يشدني للتعاطف مع افريقيا.. أرقب المشاهد وأتعجب.. وجدت (دبي) سوارا نادرا.. أحاط بمعصمي.. شعرت بدفء حضنها.. نقلتني لحالة.. جعلتني أردد: «ما يجبر الفقر جابر.. إلا البقر والزراعة.. وإلا جمالا تسافر.. تأتي بكل البضاعة.. وإلا القلم والدفاتر».. (دبي) وظفت الخيار الأخير. ويستمر المقال.