"تشكّل محفزات الإبداع ركيزة مهمة في عملية الخلق الشعري، خصوصا بعد أن يتفاعل الشاعر مع شيء ترك أثره على نفسه وألهب عواطفه وأيقظ أحاسيسه؛ فتتوالد المعاني وتنهال عليه المفردات وتتناغم الحالة الإبداعية مع ذات الشاعر، وتبدأ الموهبة الشعرية عملها حتى يكتمل بناء القصيدة". بهذه السطور يفتتح الشاعر والإعلامي عبدالهادي صالح كتابه الجديد "محفزات الإبداع في الشعر.. دراسة في التجربة الشعرية المعاصرة" الصادر حديثا عن المركز الثقافي العربي في بيروت ونادي الرياض الأدبي 2016م، واحتوى على ثلاثة فصول تناول فيها مفهوم الإبداع الشعري ودلالة المحفز، والمحفزات الداخلية: النفسية والاجتماعية، والمحفزات الخارجية: الفنية والمادية والزمان والمكان. وناقش المؤلف أكثر من أربعين عملا إبداعيا، وتقصى النصوص الأكثر إقناعاً في استثمار المحفز متنقلاً بين الأشكال الشعرية الثلاثة: القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر. وعلى الرغم من تعدد الدراسات النقدية في الشعر العربي، إلا أن موضوع المحفزات الإبداعية في الشعر لم يعط كثيرا من الفحص والتحليل، كما لم تنفرد به أي دراسة مستقلة لتضمها في بحث علمي، وتلمّ شملها تحت عنوان واحد ومحدد، لذلك جاء هذا الكتاب ليقدم دراسة تسدّ اللازم وتقوم بالدور الواضح والمستقلّ في هذا الموضوع وتزوّد المكتبة العربية به. ويعد هذا الكتاب الذي حمل لوحة الفنان العالمي كاندينسكي، الثالث في رصيد المؤلف وسيكون متوافرا في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيفتتح في التاسع من شهر مارس المقبل 2016م.