كنت سأتحدث في مقالي اليوم عن الهلال وتحقيقه بطولة كأس ولي العهد، ولكن الزملاء في الميدان الرياضي لم يتركوا لي شيئاً بتغطيتهم المميزة للزعيم يوم أمس، البطولات تسعى للهلال والهلال مخزن البطولات، كنت توقعت في مقالي الأسبوع الماضي عن فوز الزعيم وأن كأس ولي العهد ماركة هلالية، مبروك للهلال إدارة ولاعبين وجهازا فنيا وإداريا وجمهورا، وهارديلك للراقي وجمهوره وإدارته ولاعبيه، أبدع الراقي ولكن الفائز هو فريق واحد واكتمل إبداع الفريقين بالروح الرياضية العالية بينهما أثناء المباراة وبعدها. الضرب في الميت حرام، وهذا هو حال الاتحاد السعودي لكرة القدم فالتباين في القرارات وضعف أداء اللجان وعدم وضوح الأنظمة واللوائح والانفلات الرياضي والغليان بعد كل مباراة وبطولة وسوء النوايا والمماحكات والاتهامات، وارتكاب الأخطاء الكوارثية إدارياً وانضباطياً وتحكيمياً، والاستمرار في تلك التجاوزات في ظل تعطيل الجمعية العمومية عن القيام بدورها الرقابي أضحى عنواناً رئيساً ينطبق عليه " سمك ولبن وتمر هندي" في عهد اتحاد الكرة المنتخب لأول مرة، كل ما يحدث أمر مُخجل ومعيب في حق الرياضة السعودية وسيشهد التاريخ على فشل هذا الاتحاد ولجانه وأعضائه وسيكون هذا الاتحاد نقطة سوداء في تاريخ رياضة كرة القدم السعودية. ما حدث في لقاء الاتحاد والقادسية من فوضى وفشل تحكيمي واضح وعدم فهم باللوائح والأنظمة ومواد قانون لعبة كرة القدم من الحكم والحكام المساعدين ومقيم الحكام ومراقب المباراة، وبعدها بيوم تتوالى الفضائح في نهائي كأس ولي العهد من الحكم ومساعده الأول الذي يحظى بمعاملة خاصة من المهنا أمر يندى له الجبين، لجنة المهنا تعتمد على الفاشلين في التحكيم محليا وقاريا، ولو كان هناك لجنة مؤهلة إدارياً، ما بقوا في ساحة التحكيم يوما واحدا، فكيف تكون لجنة الحكام هي الخصم والحكم في آن واحد، وكلنا نعلم أن رئيس دائرة التحكيم لا يهش ولاينش والتعاقد معه هو لتخفيف الضغط على المهنا ولجنته التي لم تحضا بالقبول لا من الحكام أنفسهم ولا من الأندية ولا من الشارع الرياضي، وأقوى إثبات على كلامي هو تصريح عضو اللجنة علي المطلق بأنهم كأعضاء لم يعلموا بأسماء حكام النهائي إلا من خلال الإعلام ، إذاً من الذي يدير اللجنة إذا الأعضاء ديكور فقط ؟! وكيف سمح حكم دولي سابق حكّم نهائي كأس الخليج أن يكون عضواً هامشياً في لجنة الحكام إلا المكافآت التي يتحصل عليها هو وزملاؤه الأعضاء الآخرون الذين لا رأي لهم في اتخاذ القرار وهذا يجعلنا نقف أمام ضوابط ترشيحات لجنة الحكام للشارة الدولية بأنها تخضع للمجاملات وليس لها معايير فنية وهذا الأمر ليس بجديد على لجنة المهنا، فهذا ديدن كل اللجان التي سبقته فالشارة الدولية تمنح لمن يزكيه الرئيس والأعضاء ليس لهم دور في ذلك إلا التوقيع على محضر الاجتماع، فشل لجنة التحكيم هو امتداد لفشل لجان الاتحاد الأخرى لأن خبرة منسوبيه ضئيلة في فهم اللوائح والأنظمة، واستمرار الكوارث يعني أن من أوكلت إليهم المهمة لا يتعلمون من الأخطاء ولا يستحقون ثقة من انتخبوهم.