لم يكن أبرز المتفائلين من جماهير الهلال قبل نهائي كأس ولي العهد الذي خطف لقبه زعيم البطولات الآسيوية أن يظهر فريق الهلال بهذا المستوى المتميز في النهائي الكبير أمام شقيقه الأهلي عطفاً على الجولات الماضية لدوري عبد اللطيف جميل، إبداع وإمتاع ورغبة وإصرار في معانقة الذهب، الروح العالية التي ظهر بها لاعبو الفريق بلا استثناء والطريقة التي لعب بها دونيس اليوناني تجلت معها كنوز المواهب الهلالية المدفونة في لاعبي الهلال وحررتهم لنثر كل فنون الكرة على أرض درة الملاعب إستاد الملك فهد ليفاجأ جروس وكتيبته الخضراء بالزعيم وكأنهم ينثرون الورود على عاشقي الموج الأزرق في المدرجات الزرقاء والأرض الخضراء.. هكذا هو الهلال عندما يروي عطش جماهيره التي لا ترتوي من البطولات ليسجل الرقم 57 في سجل إنجازاته الذهبية، الهلال صاحب التفرد بالإنجازات كان مساء الجمعة الماضية على موعد مع الكأس الغالية التي للرجل الغالي على قلوب كل مواطني الوطن ولي العهد المحبوب محمد بن نايف الرجل التاريخي في حاضر الوطن الجديد، في النهائي الكبير تألق شراحيلي وعاد لمستواه، وتكفل كواك وجحفلي بإخفاء السومه ورفاقه، ومارس الزوري والشهراني هواياتهم بالجري على الأطراف بفاعلية عالية وقدم عطيف والفرج نفسيهما كثنائي متفاهم وقدم العابد نفسه من جديد كنجم موهوب لا يشق له غبار صنع وسجل وأمتع بتحركاته المدروسة بكل لياقة ولباقة كرة القدم مع أدواردو، واستعاد سالم مستواه بكل فنون الإبهار، وعاد ناصر الشمراني ليزلزل أركان الشباك ويبادل العابد الهدايا فيصنع ويسجل ويبدع مع كتيبة الهلال، مبروك لكل الهلاليين البطولة إدارة ولاعبين وجهازا فنيا وجماهير وفية هي سر الزعامة ومفتاح البطولات، فقد وقفت هذه الجماهير في الأسابيع الماضية مع فريقها بالكلمة الصادقة لنجوم الفريق والوقوف معهم حتى يعودوا لجادة الطريق بالانتقاد البعيد عن المجاملة واضعة أمامها مصلحة الزعيم على مصلحة لاعبي الفريق فكانت كالقمر المضيء لطريق النجوم.
