يسعى باحثون في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى تمكين الإنسان، مستقبلا، من السفر إلى كوكب المريخ في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، عوضا عن المدة المقدرة في الوقت الحالي، بخمسة أشهر. وتشكل المدة التي تستغرقها المركبات للوصول إلى المريخ، أحد العراقيل أمام علم الفلك، بالنظر إلى طولها، مما دفع إلى البحث عن صيغة لزيادة السرعة ب3 في المائة عن سرعة الضوء. ويراهن باحثو ناسا على إمكانية استخدام وسائل الدفع الفوتونية لأجل تشغيل مركبات الفضاء، أثناء إرسالها إلى وجهات بعيدة خارج المجموعة الشمسية. ويحيل الفوتون في علم الفيزياء إلى الضوء، إضافة إلى كل الأشكال الأخرى للإشعاع الكهروميغناطيسي. ووفقا لشبكة سكاي نيوز عربية، يدرس أستاذ علم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، فيليب لوبين، مع باحثين آخرين، جدوى إطلاق أشعة الليزر في مدار حول الأرض لأجل دفع سفن فضائية بطيئة، وجعلها تسير بسرعات أكبر. وفي حال تأكدت نجاعة الفكرة، ستقوم الفوتونات عبر ضوء الليزر بدفع المركبات إلى أن تصل للفوتونات الشمسية، وهي عملية تعرف بالتسارع الكهرومغناطيسي. من جهتها، كشفت شركة فيرجن غالاكتيك لسياحة الفضاء التي يملكها ريتشارد برانسون، النقاب عن مركبة حديثة للرحلات الفضائية سميت "فيرجن سبيسشيب يونيتي"، ليعود برانسون إلى سباق تشارك فيه مؤسسات عملاقة لابتكار مركبة يمكنها اصطحاب عشاق السفر للرحلات المثيرة في الفضاء. وقال برانسون خلال حفل الافتتاح بميناء موهافي الجوي والفضائي الذي يبعد 160 كيلومترا إلى الشمال من لوس أنجليس: "عندما شاهدتها للوهلة الأولى شعرت على الفور بغصة في الحلق واغرورقت عيناي بالدموع فقد كانت لحظة غامرة". وقامت حفيدة برانسون البالغة من العمر سنة واحدة بتدشين المركبة بإلقاء زجاجة من الحليب على السفينة المطلية باللون الأبيض الناصع في المقدمة الذي يستحيل تدريجيا إلى الرمادي ثم الأسود حتى ذيلها الذي زين بصورة زرقاء لعين، في إشارة إلى عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ. وكان برانسون قد عرض رحلة فضائية بالفعل على هوكينغ عالم الفيزياء المقعد الذي يعاني من مرض يمنعه من الحركة الطبيعية، وكان هوكينغ هو الذي اقترح تسمية السفينة باسم (يونيتي). وقال هوكينغ في رسالة مسجلة أذيعت في ميناء موهافي الجوي والفضائي: "أحلم دوما برحلة فضائية لكنني ظللت لسنوات عديدة أتخيل أنها مجرد حلم. وإذا أمكنني المشاركة وكان ريتشارد عند وعده، فسأفتخر بركوب هذه المركبة الفضائية".