حاز ركن «حرفتي هويتي» الذي يقام ضمن فعاليات المهرجان المصاحبة على إعجاب الزوار الذين تعرفوا على الحرف الموجودة في الركن والتي تعيد للأحساء تاريخها وتراثها. وكان من ضمن الأركان ركن «القفاص» علي الراشد، وهذا الشاب الجامعي الذي يعمل معلما في احدى المدارس لم يمنعه عمله من ممارسة هوايته التي أصبحت حرفة يمارسها في أوقات فراغه وقضى فيها عشر سنوات بعد أن تعلمها من أجداده، فها هو يرتدي زيه الشعبي ويجلس ممسكا منجله وسعف النخيل مشكلا منه أجمل التصاميم، فيقوم الراشد بصنع المنزات «سرير الطفل» والأقفاص سواءً للتمر أو للطيور والكراسي والطاولات وكل مستلزمات المنزل من أثاث، وقد جذبت منتجاته زوار المهرجان الذين التفوا حوله؛ للتعرف على ما يقوم بصنعه ولاقتنائه كزينة لمنازلهم أو يقومون بإهدائه لأقاربهم. وأشار الراشد الى أنه يستخدم سعف النخيل ذات الست سنوات وأكثر من نخيل الخلاص والشبيبي للطاولات الكبيرة مثلا، أما للأشياء الصغيرة فيستخدم سعف نخيل الشيشي والقر والرزيز، وللبدء بصنع أي شيء لا بد من تجهيز السعف «سموط» باللهجة الأحسائية وذلك بنزع الخوص من عليه ومن ثم نقع السعف الجاف لترطيبه، أما الرطب فيوقف لثلاثة أيام في الصيف لينشف وفي الشتاء خمسة أيام، ومن ثم يقوم بنزع الكرب منها والبدء بصنع قالب معين حسب ما يقوم بصنعه فلكل شيء قالب ومنه يبدأ العمل وبعد تحديد القالب يقوم بتقشير السعف ومن ثم تثقيبه وعمل المسامير -أعواد توضع داخل الثقوب- ويصمم بذلك ما يريد، وعن الأدوات التي يستخدمها فهو يستخدم المنجل والساطور والمضرب والمجوف إضافة للعكفه والمحش، ويستغرق في صناعة القفص الصغير حوالي ساعة إلى ساعتين في اليوم بينما القطع الكبيرة تحتاج إلى يوم كامل، كما يقوم بدهن القطع بالورنيش الشفاف أو ذي اللون الخشبي ليحفظ نعومة القطع وسهولة تنظيفها. وعن مشاركته في المهرجانات ذكر الراشد ان له عدة مشاركات في مختلف مناطق المملكة، وبالنسبة لمهرجان التمور فهي ليست المشاركة الأولى له بل سبقتها مشاركات سابقة، مؤكدا أهمية هذا المهرجان بتعريف الشباب بالموروث الشعبي من الحرف، وكيف كان يعيش آباؤنا وأجدادنا والتعريف بكل حرفة على حدة وطريقة القيام بها، ويجد الراشد إقبالا من قبل الجماهير على المهرجان؛ للتعرف على كل ما فيه من فعاليات مختلفة مشجعا الشباب على تعلم هذه الحرف ليمنع اندثارها.