تتغير حالة الطقس بالمنطقة الشرقية خلال الساعات القادمة؛ بسبب تقدم منخفض جوي سوف يظهر تأثيره خلال اليومين المقبلين بإذن الله تعالى، وذلك بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، تكون في البداية مقارِبة لمقياس يوم امس، ومتصاعدة تدريجيا الى منتصف وأواخر العشرينيات المئوية بحواضر الدمام عند ساعات الظهيرة، في حين يتراجع المرتفع الجوي تدريجيا، وتتحول الرياح الى جنوبية شرقية، ومتغيرة الاتجاهات في نهاية الاسبوع، تكون خفيفة الى معتدلة السرعة، كما تتشكل الغيوم المتفرقة في سماء المنطقة بين وقت وآخر؛ نتيجة زيادة الرطوبة النسبية، ويتشكل الضباب في بعض السواحل الخليجية، مع احتمال تساقط امطار خفيفة على بعض الاجزاء من الإمارات وعُمان، ومعاودة الهدوء للبحر بأمواج خفيفة الى متوسطة الارتفاع، مرتبطا بتأثير تواجد السحب الركامية، فيما تنشط الرياح الشرقية (الصبا) في الساحل الغربي من السعودية لليوم الثاني على التوالي، تستمر الى الجمعة، تتراجع أثناء النهار بشكل ملموس، وتعود مجددا مع ساعات الليل المتأخر والصباح الباكر، وتبلغ سرعتها لأكثر من50 كيلومترا في الساعة أحيانًا، مثيرة للأتربة والغبار وانخفاض مدى الرؤية الأفقية، مع ارتفاع درجات الحرارة الى 35 درجة نهارا بمنطقة مكةالمكرمة، تلامس الاربعينيات المئوية في العاصمة المقدسة، وتنتج هذه الرياح من الاختلاف الحراري الكبير، بين المناطق الداخلية للمملكة الباردة، وسواحل البحر الأحمر الدافئة، ويحدث ذلك عادة عند تمركز كتلة هوائية باردة جافة قادمة من الاطراف الشمالية، وفي المنطقة الوسطى تكون الرياح خفيفة الى متوسطة السرعة شمالية غربية ومتقلبة الاتجاهات، تتحول الى جنوبية شرقية يوم الجمعة. من جهته، يوضح المختص في المناخ والفلك، سلمان آل رمضان، أن طقس المنطقة الشرقية مُقبل على فترة تمازج الفصلين، التي يكثر فيها هبوب الرياح المتقلبة وهيجان الغبار، وهو عادة بين نهاية مارس وبداية أبريل سنويا، وممكن حدوثه في غير تلك المواعيد، بحسب مستجدات الظروف الجوية التي بدت غير مستقرة، الذي يعني ان استباق وتبكير هذه الموجات وارد، متوقعا بإذن الله ان يكون خلال الاسبوعين القادمين، وبمستويات متفاوتة حتى يتعمق فصل الربيع في الاجواء، وقال إننا ما زلنا نعيش أجواء الشتاء في الشرقية، وتتسم الفترة الحالية بالاستقرار، حيث الدفء نهارا والبرودة نسبيا في المساء، مع انخفاض درجات الحرارة في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر، ولكن هذا ليس سمة عامة، فقد يتراجع مستوى الحرارة من جديد، الذي يتكرر بموسم العقارب وفق مؤشر الأنواء الفصلية، وتستمر حتى الاعتدال الربيعي في الثلث الأخير من شهر مارس، ومن الممكن تطاير الغبار بين حين وآخر، خاصة في الأماكن المفتوحة والطرق البرية، الذي يشتد موسميا عند قرب خروج الشتاء ودخول الربيع، ويشير الفلكي آل رمضان الى وجود بوادر امطار تقترب من الشرقية بمشيئة الله تعالى، وذلك في الثلث الأخير من فبراير الجاري، وتشمل أجزاء واسعة من المملكة، وقال إنها تنبؤات أوليّة تشير إليها نماذج الطقس، وإذا ما ثبتت فسوف تكون حالة مميزة، ويتزامن ذلك مع نشاط المنخفضات الجوية، التي تؤدي الى الاضطرابات الجوية عموما، مؤثرةً على منطقة الخليج خاصة عند تحرك الكتل الهوائية الفجائية في بعض الفترات، بالإضافة الى التباين في درجات الحرارة، فيما تشهد معظم المناطق تحولا متسارعا نحو الاجواء الدافئة نسبيا خلال الأيام القادمة، مع استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار، التي تعمل على انخفاض مستوى الرؤية الأفقية. وفي سياق متصل، ما زالت مناطق العالم تشهد مناخا متطرفا خلال هذه الايام، حيث تستمر العواصف الاطلسية متوالية على اوروبا منذ ايام، مصحوبة بالصقيع والامطار والثلوج والرياح العاتية، منتقلة في مسارات عنيفة من بريطانيا الى اواسط وجنوب القارة، وامتد التأثير الى شمال افريقيا منذ امس الاول، متوقعا اشتداد قوتها بالجزائر وتونس والمغرب، مع هطول امطار وتساقط الثلوج وعصف الرياح القوية، مؤدية الى انخفاض درجات الحرارة الى مستويات قياسية غير مسبوقة في مثل هذا الوقت من العام، في تحول طقسي مفاجئ بعد دخول موسم الشتاء دافئاً، وتنحسر تدريجيا خلال 36 ساعة، في حين تستمر الاربعاء موجة البرد القارس في امريكا الشمالية التي صنّفت كحالة استثنائية غير معتادة؛ بسبب اندفاع منخفض جوي عميق مع جبهة قطبية، تراجعت خلالها الحرارة الى درجة التجمد و20 تحت الصفر في بعض المناطق، ولم تسجل بهذه القيم منذ سنوات، في حين شهدت قارة آسيا حالة مماثلة للموجة الباردة، وغطّت الثلوج والاحوال الجوية السيئة كلا من اليابان وشمال الهند والصين والكوريتين، وفي متغيرات المناخ المتطرف عند اواخر هذا الشتاء كان التأثير مختلفا على بلاد الشام، التي تتعرض حاليا لموجة حارة وارتفاع مستويات الحرارة، متجاوزة المعدل السنوي بارتفاع كبير مقتربة من 25 و28 درجة، مع هبوب رياح جنوبية مغبرة، وحالة من الضغط الجوي المرتفع، الذي يعمل على تصاعد متواصل في درجات الحرارة؛ بسبب اندفاع كتلة هوائية دافئة قادمة من أفريقيا.