قال خبراء أمريكيون كبار إن فيروس زيكا قد يكون بارعا بشكل خاص في إخفاء نفسه في أجزاء من الجسم محمية من جهاز المناعة مما يجعل من الصعب محاربته، وربما إطالة الفترة الزمنية التي يمكن أن ينتقل خلالها. وأوضح باحثون، وفقا لما تناقلته وكالات عالمية أمس، أن الفيروس يمكن رصده في السائل المنوي لمدة 62 يوما بعد إصابة الشخص به علاوة على إمكان الكشف عنه في أنسجة دماغ الجنين والمشيمة والسائل المحيط بالجنين. والعمل، الذي يقوم به الباحثون، جزء من سباق دولي لفهم المخاطر المرتبطة بالفيروس الذي ينقله البعوض ويعتقد أنه مرتبط بآلاف الحالات من تشوه الأجنة في البرازيل. وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوسي: «حاليا نعلم أنه يبقى في الدم لفترة محدودة للغاية ما بين أسبوع إلى نحو 10 أيام». وأضاف: «نعلم ونحن نجمع المعلومات أنه يمكن رصده في السائل المنوي. لسنا متأكدين تماما أين يمكن رصده أيضا بعد أن تتضح الإصابة به». من جانبه، قال الطبيب إيان ليبكين من مركز الأمراض المعدية والمناعة في جماعة كولومبيا بنيويورك إن القلق الرئيسي إزاء اختباء فيروس زيكا في الأماكن المحمية من جهاز المناعة يتمثل في إمكانية انتقاله أثناء ممارسة الجنس عن طريق السائل المنوي. وقال الطبي إريك روبن خبير الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بهارفارد إنه حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى إمكان انتقال الفيروس عن طريق الجنس «ولكن يجب بحث الأمر حتى يمكننا توجيه النصح للناس بخصوص إمكانية ما يمكن أن يمثلوه من خطر على الآخرين». وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الأول، إن توفر لقاح شاف لفيروس زيكا على نطاق واسع في العالم، قد يستغرق عاما ونصف العام. وأوضحت مساعدة المديرة للمنظمة، ماري بول كيني في جنيف، أن جهود المنظمة الدولية لانتاج اللقاح تسير بسرعة كبيرة، لافته إلى أن نحو 15 شركة مختصة ستساهم في البحث عن اللقاحات. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن كيني القول إن منظمة الصحة العالمية تعتقد بوجود صلة بين الفيروس الذي ينقله البعوض وصغر رأس بعض الأطفال حديثي الولادة. في غضون ذلك، يأمل مسؤولون صحيون في البرازيل في تطوير لقاح ضد الفيروس في غضون عام والذي انتقل إلى أكثر من 30 دولة. من جانبه، أوضح وزير الصحة البرازيلي أن بلاده ستستثمر 2 مليون دولار في البحوث المعنية بالتوصل للقاح لفيروس زيكا خلال السنوات الخمس القادمة. من جهة أخرى، دعت منظمة الصحة العالمية النساء، إلى تجنب مناطق انتشار فيروس زيكا، خصوصا الحوامل منهن، واتخاذ الإجراءات المناسبة عند ممارسة العلاقات العاطفية. وأضافت المنظمة، التي أصدرت توصيات للنساء تتعلق بتشوهات المواليد الجدد والمشكلات العصبية الأخرى المرتبطة بالفيروس الذي ينقله البعوض إن معظم النساء ستنجبن «أطفالا أصحاء في المناطق المتضررة من فيروس زيكا».