حيث إن السعي في فضح الآخرين والبحث عن زلاتهم أصبح منهجاً لدى البعض، ومسايرة للواقع كما يسايره غيري، فالمجتمع اليوم في الأغلب: إما مشارك في الحملات المستعرة، أو سلبي يتفرج من بعيد بدون أي سعي للذب عن أعراض أصحاب الأعراض، أضع بين يديك عزيزي الراغب في المشاركة، والشهرة على حساب أشلاء أخيك، خمس خطوات إبداعية تمكنك من النجاح في فضح الآخرين وتدمير سمعتهم: * لا تفكر بعقل ولا خوف من الله ووطّن نفسك على تحمل العواقب القادمة، فمن أراد النجاح في مشروع الفضح؛ لا بد أن يصم أذنيه ويغلق عقله أمام حديث المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ولا تَتَّبِعُوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رَحْلِهِ". * كن حسوداً سيء الظن، وانظر لكل ما حولك بعين الباحث عن الفضائح، فعندما تسمع أو تقرأ أو تشاهد مقطعاً عليك أن تنظر بعين الباحث عن الأخطاء والزلات وستجد ببركة حسدك وسوء ظنك الكثير مما يصبح في نظرك خطأ حتى ولو يكن كذلك! * "أطلقها ودع غيرك يتلقفها" المطلوب منك بعد أن تقع على ما تظنه فضيحة أن تنشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وثق أنك ستجد من يتلقفها ويضيف عليها ثم ينشرها وهو يرى أنه يقوم بعمل نبيل! * بعد أن تنتشر الفضيحة، عليك إكمال المسيرة بأسمائك المستعارة، والتي تستطيع أن تقول من خلالها ما لا تستطيع أن تقوله باسمك الصريح، فهي وسيلة الحماية من الملاحقة القضائية –إن وجدت- والاحتقار المجتمعي الذي لم يكن كما كان! * لبّس ما تطرحه لبوس حب الوطن والتباكي عليه، وأنك ما تطرح ما تطرحه إلا حماية للوطن من مواطنين ولاؤهم للخارج، أو الحرص على الإسلام، وأنك لا تقوم إلا بفضح أهل النفاق والزندقة، وبهاتين الوسيلتين تضمن هبة قوية من مخلصين يشاركون حتى وهم لم يقرأوا! -وختاماً! يقول زادان المدايني: «رأيت أقواماً من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس، فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب، ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب، اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب». * اللهم استرنا بسترك!