أي نوع من العالم نريد؟ ردد هذا السؤال على نفسك كل صباح تستيقظ فيه، وارسم خطة يومك حسب نوعية العالم الذي تريده, كي تُحسن سقاية مشاعر شغفك بذلك العالم وصولاً إلى تحطيم الأرقام القياسية فيه، حتى تصبح أحد روّاد نجاحه.. الشغف والحب يعيشان معاً. أحبب ذاتك لتؤهلك مشاعر شغفك بها إلى امتطاء صهوة حصانها, والمُضِي قُدما نحو تألقك وتميزك. أحبب عملك تزدد شغفاً به, كي تصبح العبقري الفذ بين زملائك. أحبب زوجتك تصبح شغوفاً جداً بها, لتتجرّع علقمها سلسبيلاً يرتوي به ظمؤك. أحبب أبناءك تزدد شغفاً حقيقياً بهم فتسعى لإصدار ماركة خاصة بك في عالمك كي يتوارثوا غداً مجدك. أعتقد أنه حان الوقت لنحدث التغيير الجذري في حياتنا؛ نحتاج لقوة الشغف الداخلية التي تُدير تحركاتنا وتؤثر على تفكيرنا ليسلك المسار الصحيح دون أن نحصد هزائم متتالية؛ تلك المعارك التي خضناها التي أطلق عليها من حولنا هزائم وخسائر, لم تكن إلا تحديات واجهناها ونحن مازلنا في مراحل التغيير الأولية جداً، ورغم ذلك - ولله الحمد- تخلّصنا منها وتمكنّا من تأطيرها كي لا تتصدّر قوائم أولويات اهتماماتنا وتسلب جزءا كبيرا من تركيزنا, فتنقلب الموازين ونعيد كرة الغرق مرة ومرتين وثلاث. لا يجدر بنا كأشخاص مسلمين أولاً قبل أي شيء آخر أن نقبل النزال مع الوجه السوداوي الذي داخل كل منا، بل يجب أن نتجاهله قدر الإمكان، وأن نزاحم بروزه في عالمنا بكثرة الإنجازات والنجاحات كي يتلاشى شيئاً فشيئا حتى يستدير بوجهه الشاحب عن حيواتنا, وكي نعمل على إيجاد تربة خصبة قابلة لاستيعاب مشاعر الشغف ودعمها لتتنامى داخلنا. كل ما نحتاج إليه فقط قلب شغوف, قد نحتاج أيضاً للصعاليك الذين يتساءلون دوماً ويعمدون لتعديل بعض القوانين، إلى المغامرين .. المجازفين.. الذين يبحثون عن مواطن الشغف، وأين تكمن؟ ثم يعملون على توظيفه وصولاً إلى مرحلة الإتقان، بل ربما مماثلة الكمال. قد تتآمر عليك الظروف كالحتمية والحظ والقدرات والحجج الواهية؛ كل ما عليك فعله هو أن تقبل أن الفشل جزء من الحياة, بل إن النجاح أن تنتقل من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك، ولتعلم أن ما يبقيك صامداً وبعقلية متجددة, ليس النجاح كما تعتقد، بل الشغف.