إن وجود لحية للرجل له فوائد صحية عديدة أهمها تأخير سن الشيخوخة ووقاية الرجل من السرطان ومنحه مزيداً من التقدير. لم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء إلا وكان فيه الخير والنفع والفائدة، ولم ينهنا عن شيء إلا وكان فيه الضرّ والشرّ والتعاسة، ومن الأوامر النبوية الكثيرة إرخاء اللحية بالنسبة للرجل، حيث أكد الحبيب الأعظم ذلك بقوله (أرخو اللحى وحفوا الشارب) متفق عليه. في 2013م أكدت دراسة علمية نشرت على مجلة Radiation Protection Dosimetry Journal أن وجود شعر على وجه الرجل يقي الجلد من تأثير الأشعة فوق البنفسجية الضارة UV بنسبة تصل إلى 95 بالمائة. وفي الدراسة العلمية التي قامت بها جامعة University of Southern Queensland تبين أن اللحية تطيل عمر خلايا الجلد وتحافظ على نضارة وحيوية الوجه، وتؤخر أعراض الشيخوخة وتقي من سرطان الجلد الناتج عن التعرض الطويل لأشعة الشمس!. ودراسة أخرى من موقع dailymail البريطاني الشهير تؤكد أن اللحية تجلب للرجل مزيداً من الاحترام والتقدير من الأوساط المحيطة به. و من الحكم التشريعية من إعفاء اللحية: * مخالفة المشركين والمجوس كما ورد في الأحاديث. * التأسي بهدي المرسلين، قال تعالى: عن هارون عليه السلام: ((قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي)) [طه: 94]. * زينة ووقار للرجال ومنافع أخرى يقول ابن القيم: "وأما شعر اللحية ففيه منافع منها الزينة والوقار والهيبة ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يرى على ذوي اللحى، ومنها التمييز بين الرجال والنساء" ولذلك جاء في اللحية إذا أزيلت ولم تعد ففيها الدية كاملة. الفوائد الصحية لإعفاء الحى: لإعفاء اللحية فوائد صحية كثيرة منها: أولاً: ما ذكره د. عبدالرزاق كيلاني بأن عمل الرجل يؤدي إلى كثرة تعرضه لأشعة الشمس والرياح الباردة والحارة والذي يؤثر سلبياً على الألياف المرنة والكلاجين الموجودين في جلد الوجه ويؤدي إلى تخربهما شيئاً فشيئاً إلى ظهور التجاعيد والشيخوخة المبكرة، وقد خلق الله - المصوِّر - اللحية في وجه الرجل للتخفيف من تأثير هذه العوامل، ولم يخلقها للمرأة؛ لأنه سبحانه خلقها للعمل في البيت بعيداً عن تأثير الأشعة الشمسية وتقلبات الرياح. من هنا نرى النتيجة الرائعة للهدي العظيم في أن وجه الملتحي أكثر نضارة وشباباً من وجه حليق اللحية، كما أن وجه المرأة المحجبة أكثر حيوية ونضارة من وجه السافرة مهما تقدمت بها السن هذا عدا ما يسببه حلق اللحية اليومي من تهيج للجلد وتخريب لأنسجته. ثانياً: حلق اللحية يفقد الرجل العديد من المميزات الصحية التي يتمتع بها مطلق اللحية: عند الحلاقة يزيل الإنسان الطبقة الخارجية من الجلد، وهذه الطبقة تمثل خط دفاع ميكانيكي ضد العدوى بالعديد من الأمراض، والذي يحلق لحيته يصبح عرضة للعدوى بالكائنات الحية الدقيقة المحرضة؛ خاصة الأمراض الفيروسية والبكتيرية والفطرية مثل الثعلبة وغيرها. الذي يحلق لحيته يفتح منافذ العدوى الجلدية على مصارعه، وأفقد وجهه ميزة خط الدفاع الجلدي الذي منّ الله به عليه. ثالثاً: شعر اللحية في الشتاء يدفئ الوجه، ويحمي العصب الوجهي من التعرض المباشر للبرد؛ خاصة عند قيادة السيارة بسرعة في الصباح الباكر البارد، وهذا يحمي المسلم من بعض أنواع الشلل الوجهي النصفي. رابعاً: شعر اللحية في الصيف يلطّف الوجه بنظام التبريد بالتبخير بنظام أواني المياه المحاطة بالأقمشة المبللة عند تعرضها لتيار الهواء وهذا يضفي على المسلم الراحة أيام الصيف الحارة. خامساً: إطلاق اللحية يوفر على المسلم الوقت والجهد والمال. كما أن اللحية تغطي تجاعيد الوجه المبكرة، وكذلك ترهل جلد الرقبة الذي عادة ما يعاني منه العديد من الرجال مبكراً . يظهر لنا مما سبق عظمة هذا الدين الذي ما جاء إلا لجلب المصلحة للإنسان أو درء لمفسدة عنه في الدنيا والآخرة فكل أمر وراءه حكمة، كيف لا وهذه الأوامر صادرة من العليم الحكيم الخبير؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم: 3-4]. وأخبرنا الله عز وجل عن نفسه بقوله تعالى: ((وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً)) [الفتح: 4]. وقوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) [الأحزاب: 34]. وكل أمر في الشريعة وراءه حكمة الحكيم العليم الخبير الذي وسع كل شيء علما وهذا ما نراه في الأبحاث العلمية نسأله بمنه وفضله أن يوفقنا لطاعته والالتزام بأوامره.