بعد أن ألغت إدارة نادي الاتحاد تعاقدها مع المدرب الروماني بولوني، وقرارها بعودة ابن جلدته فيكتور بيتوركا، والذي بدوره قرر العودة إلى حقل التحديات مرة أخرى، وبالرغم من اختلاف الأصوات ما بين مؤيد ومعارض، إلا أن بيتوركا أثبت خلال الشهرين الماضيين صحة قرار ادارة النادي بعودته لقيادة الفريق فنيا مرة أخرى، فالانضباط الفني والتكتيكي داخل وخارج المستطيل الأخضر بدأ يظهر جلياً للعيان لكل من شاهد اتحاد ما قبل بيتوركا وما بعد بولوني، فالفريق يقدم مستويات جيدة ومبهرة أعادت بصيصاً من الأمل نحو المنافسة على لقب الدوري، كما ان جمهور الاتحاد يعلمون أن مباراة الوحدات الأردني هي المحك الحقيقي لرجال بيتوركا من أجل المنافسة على بقية المسابقات المتبقية، فالتأهل لدوري الستة عشر من كأس الملك، والاقتراب من فريقي الصدارة نتائج باتت مرضية نوعاً ما من قبل الجماهير. وفي الطرف الآخر، وبعد امتعاض الجماهير الاتحادية من قرار ادارة النادي الإبقاء على ثلاثة محترفين من أصل أربعة، أثبتت إدارة إبراهيم البلوي أنها كانت محقة فيما اتخذته من قرار عدم التعاقد مع محترف أجنبي رابع بعد الاستغناء عن الاسترالي ترويسي، وعدم إرهاق النادي بديون أخرى تزيد الطين بلة بعد أن اقترب الملف الأضخم والأخطر على النادي إلى الزوال، وقررت التجديد مع اللاعبين المحليين الذين شارفت عقودهم على الانتهاء، وترتيب مداخيل النادي المالية من أجل الاستحقاقات القادمة، كل هذا وأكثر، وإدارة الاتحاد تعلم أن مستقبل الفريق ستتحمل تبعات إخفاقاته أو نجاحه، وأنها من ستكون على وجه المدفع في أحلك الظروف، ولذا فالإدارة وبتصوري أنها تسير في الطريق الصحيح نحو عودة عميد الأندية إلى الواجهة مرة أخرى، وتحديداً نحو منصات البطولات. فما هي الأمور المتبقية لإدارة ابراهيم البلوي؟ وما هي تلك المطبات التي تقف حجر عثرة في طريق الإدارة نحو تصحيح المسار؟ برأيي أن إدارة البلوي نجحت في ترميم أهم أركان الفريق من الناحية الفنية والنفسية والمالية، وتبقى على الإدارة أمر واحد إن تم حله في القريب العاجل فالفريق سيشاهد استقراراً مثالياً غاب عن الفريق قد يعيد للأذهان اتحاد منصور البلوي في مطلع الألفية. فالإدارة يجب أن تعيد النظر في ملف أعضاء شرف النادي، فهناك حلقة وصل مفقودة ما بين الإدارة والملف الأهم عند كل الأندية، ألا وهو ملف أعضاء الشرف، فابتعاد أعضاء شرف نادي الاتحاد أصبح عادة سنوية لأي إدارة اتحادية، فلا يوجد تفاعل حقيقي من قبل أعضاء الشرف تجاه الأزمات المالية الخانقة لإدارات الاتحاد المتعاقبة، سوى اسم أو اسمين فقط هما من يقومان بدعم الإدارة الحالية، ولذا فإن إدارة ابراهيم البلوي يجب ان تنظر لهذا الملف الحساس، وأن النادي ربما سيتغير موقفه نفسياً ومعنوياً ومالياً إذا ما تم عودتهم مرة أخرى للبيت الاتحادي من جديد.